خَلَتْ فِي عِبادِهِ) [غافر : ٨٤ ـ ٨٥] أي : أنّ القوم إذا كذّبوا رسولهم أهلكهم الله ، وأنّهم ، إذا جاءهم العذاب آمنوا لم يقبل منهم.
قال : (ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا) : أي أشركوا (ذُوقُوا عَذابَ الْخُلْدِ) : أي النار. وعذابها خالد دائم لا انقطاع له ، أي : ذوقوه بعد عذاب الدنيا. (هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا بِما كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ) (٥٢) : أي : تجزون النار بشرككم.
قوله : (وَيَسْتَنْبِئُونَكَ) : أي : [يستخبرونك] (١) ويسألونك (أَحَقٌّ هُوَ) : أي القرآن (قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ) (٥٣) : أي : ما أنتم بالذين تعجزوننا فتسبقوننا فلا نقدر عليكم.
قوله : (وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ) : أي أشركت فظلمت بذلك نفسها (ما فِي الْأَرْضِ لَافْتَدَتْ بِهِ) : أي لو أنّ لها ما في الأرض من ذهب أو فضّة لافتدت به يوم القيامة من عذاب الله (وَأَسَرُّوا النَّدامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ) : أي أسرّوا الندامة في أنفسهم لمّا دخلوا العذاب (وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ) : أي بالعدل (وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) (٥٤).
قوله : (أَلا إِنَّ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَلا إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌ) : أي إنّ الذي وعدكم في الدنيا حقّ ، إنّه سيجزيكم به في الآخرة على ما قال في الدنيا من الوعد والوعيد ؛ أي من الوعد بالجنّة والوعيد بالنار. (وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ) (٥٥) : وهم المشركون وهم أكثر الناس.
قوله : (هُوَ يُحيِي) : أي يخلق (وَيُمِيتُ) : أي ويميت من خلق (وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) (٥٦) : أي بالبعث.
قوله : (يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ) : يعني القرآن (وَشِفاءٌ لِما فِي الصُّدُورِ) : أي يذهب ما فيها من الكفر والنفاق. (وَهُدىً) : أي يهتدون به إلى الجنّة
__________________
(١) زيادة من ز ، ورقة ١٤٠.