قال : (وَلَئِنْ أَذَقْناهُ نَعْماءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ) : فعافيناه من تلك الضرّاء. والضرّاء : المرض واللأواء ، وهي الشدائد (لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئاتُ عَنِّي) : أي بعد إذ نزلت به (إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ) (١٠) : أي ليست له حسبة (١) عند ضرّاء ، ولا شكر عند سرّاء. (فرح) أي : بالدنيا ، مثل قوله : (وَفَرِحُوا بِالْحَياةِ الدُّنْيا) [الرعد : ٢٦] وهم أهل الشرك.
ثمّ استثنى الله أهل الإيمان فقال : (إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا) : أي على هذه اللأواء (٢) والشدائد (وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) : أي إنّهم لا يفعلون ذلك الذي وصف من فعل المشركين. (أُولئِكَ) : الذين هذه صفتهم (لَهُمْ مَغْفِرَةٌ) : أي لذنوبهم (وَأَجْرٌ كَبِيرٌ) (١١) : أي الجنّة.
قوله : (فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ) : يعني النبيّ عليهالسلام ، حتّى لا تبلّغ عن الله الرسالة مخافة قومك (وَضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا) أي بأن يقولوا : (لَوْ لا) أي هلّا (أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ) أي مال فإنّه فقير ليس له شيء (أَوْ جاءَ مَعَهُ مَلَكٌ) فيخبرنا أنّه رسول الله فنؤمن به.
وقوله : (فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ) على الاستفهام ، أي : لست بتارك ذلك حتّى تبلّغ عن الله الرسالة.
(إِنَّما أَنْتَ نَذِيرٌ) : أي تنذرهم عذاب الله في الدنيا والآخرة إن لم يؤمنوا (وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ) (١٢) : أي حفيظ لأعمالهم حتّى يجازيهم بها.
قوله : (أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ) : أي افترى محمّد هذا القرآن ، على الاستفهام ، يقول : قد قالوا ذلك. قال : (قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ) : أي مثل هذا القرآن (مُفْتَرَياتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ) : أي من هذه الأوثان (٣) التي تعبدون من دون الله
__________________
(١) كذا في ز ، ورقة ١٤٤ : «حسبة» ، أي احتساب أجر الصبر عند الله ، وهو أصحّ ، وفي ق وع ود : «خشية».
(٢) كذا في ق وع : «اللأواء» وهو أصحّ ، وفي د وج : «الأذى».
(٣) كذا في المخطوطات الأربع : «أي : من هذه الأوثان». وفي ز ، ورقة ١٤٤ : «أي : استعينوا من أطاعكم من ـ