(وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ) : لمن استغفره وتاب إليه (وَدُودٌ) (٩٠) : أي يودّ أهل طاعته. وقال الحسن : يتودّد إلى خلقه.
(قالُوا يا شُعَيْبُ ما نَفْقَهُ كَثِيراً مِمَّا تَقُولُ) : [أي لا نقبل ما تقول ، وقد فهموه وقامت بينهم به الحجّة] (١) (وَإِنَّا لَنَراكَ فِينا ضَعِيفاً) : أي مصاب البصر ؛ كان أعمى. (وَلَوْ لا رَهْطُكَ لَرَجَمْناكَ) : أي بالحجارة فقتلناك بها. (وَما أَنْتَ عَلَيْنا بِعَزِيزٍ) (٩١) : وكان من أشرافهم.
(قالَ يا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنَ اللهِ) : على الاستفهام (وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَراءَكُمْ ظِهْرِيًّا) : قال مجاهد : فضلا (٢). وقال غيره : أعززتم قومكم وأظهرتم بربّكم ، يعني أنّكم جعلتموه منكم بظهر.
(إِنَّ رَبِّي بِما تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ) (٩٢) : أي خبير بأعمالكم. كقوله : (وَقَدْ أَحَطْنا بِما لَدَيْهِ خُبْراً) (٩١) [الكهف : ٩١] ، وكقوله : (أَحاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً) (١٢) [الطلاق : ١٢].
قوله : (وَيا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ) : أي على ناحيتكم ، أي : على الكفر. وهذا وعيد (إِنِّي عامِلٌ) على ناحيتي (٣) ، أي : على ديني (سَوْفَ تَعْلَمُونَ) : وليس يأمرهم أن يثبتوا على دينهم ، ولكن يخوّفهم أنّهم إن ثبتوا على دينهم جاءهم العذاب.
قال : (مَنْ يَأْتِيهِ عَذابٌ يُخْزِيهِ) : أي في الدنيا قبل عذاب الآخرة. (وَمَنْ هُوَ كاذِبٌ) : أي سيعلمون إذا جاءهم العذاب من الكاذب. (وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ) (٩٣) : كقوله : (فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ) (٧١) [الأعراف : ٧١].
__________________
(١) زيادة من ز ، ورقة ١٤٩.
(٢) في المخطوطات : «فصلا» ، وهو تصحيف صوابه ما أثبته : «فضلا» ، ولم أجد هذا التفسير عند مجاهد ، ووجدته منسوبا في تفسير الطبريّ ، ج ١٥ ، ص ٤٦١ إلى ابن زيد ؛ قال : «الظّهريّ : الفضل ، مثل الجمّال يخرج معه بإبل ظهارية ، فضل ، لا يحمل عليها شيئا ، إلّا أن يحتاج إليها. قال : فيقول : إنّما ربّكم عندكم مثل هذا ، إن احتجتم إليه ، وإن لم تحتاجوا إليه ، فليس بشيء». وانظر : مجاز أبي عبيدة ، ج ١ ص ٢٩٨.
(٣) كذا في المخطوطات : وفي ز ، ورقة ١٥٠ : (عَلى مَكانَتِكُمْ) أي : على دينكم (إِنِّي عامِلٌ) على ديني».