عازب قال : إذا كان أصل النخلات واحدا فهو صنوان ، وغير صنوان إذا كانت النخلات مفترقات.
قوله : (يُسْقى بِماءٍ واحِدٍ) : قال مجاهد : بماء السماء. وقال بعضهم : وكلّ ماء عذب فهو من السماء. قال الله : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَسَلَكَهُ يَنابِيعَ فِي الْأَرْضِ) [الزمر : ٢١] والينابيع العيون تنبع.
ذكروا أنّ ابن مسعود رحمهالله قال : كلّ النخل قد نبت من مستنقع الماء الأوّل إلّا العجوة (١) فإنّها من الجنّة. قوله : (وَنُفَضِّلُ بَعْضَها عَلى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ) : قال مجاهد : أي : بعضها أطيب من بعض. [وقال : هذا مثل لبني آدم صالحهم وخبيثهم وأبوهم واحد] (٢). (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) (٤) : أي فيعلمون أنّ الذي صنع هذا قادر على أن يحيي الموتى.
قوله : (وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ) : أي إن تعجب يا محمّد من تكذيبهم إيّاك فعجب لتكذيبهم بالبعث حين قالوا : (أَإِذا كُنَّا تُراباً أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ) وهذا على الاستفهام ، أي : إنّا لا نبعث ، وهذا استفهام على إنكار ، أي : قولهم ذلك عجب. قال الله : (أُولئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ وَأُولئِكَ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ وَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ) (٥).
قوله : (وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ) : أي بالعذاب. وذلك قولهم : (اللهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ أَوِ ائْتِنا بِعَذابٍ أَلِيمٍ) (٢٢) [الأنفال : ٣٢] ، وقولهم : (رَبَّنا عَجِّلْ لَنا قِطَّنا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسابِ) (١٦) [سورة ص : ١٦] وذلك منهم تكذيب واستهزاء.
قال الله : (وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ) ، والحسنة ما هم فيه من الرخاء
__________________
(١) العجوة نوع من أجود تمور المدينة ، وقيل هي ممّا غرسه الرسول صلىاللهعليهوسلم بيده ، ونخلتها تسمّى اللّينة.
(٢) زيادة من تفسير مجاهد ، ص ٣٢٩.