والعافية ، أي : أرادوا تعجيل العذاب. (وَقَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلاتُ) : قال بعضهم : يعني وقائع الله في الأمم السالفة. وقال مجاهد : (المثلات) : الأمثال ، وهذا مثل القول الأوّل (١).
قال : (وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلى ظُلْمِهِمْ) : أي إذا تابوا إليه. (وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقابِ) (٦) : أي إذا داموا على شركهم.
قوله : (وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ) : هذا قول مشركي العرب. وقال الحسن : ولست من أن تأتيهم بآية في شيء. (إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ) (٧) : أي داع يدعو إلى الله ، يعني النبيّين.
ذكروا أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : ((إنّما أنا منذر والله هو الهادي)) (٢). وقال بعضهم : (وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ) ، أي : نبيّ.
قوله : (اللهُ يَعْلَمُ ما تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثى) : أي من ذكر أو أنثى. (وَما تَغِيضُ الْأَرْحامُ وَما تَزْدادُ). ذكروا عن الحسن قال : الغيضوضة (٣) أن تلد المرأة في تسعة أشهر ، وما تزداد : أن تلد لأكثر من تسعة أشهر.
قال عكرمة : الغيضوضة في الحمل : لا تغيض يوما في حملها إلّا ازدادته في طهورها.
وقال مجاهد : الغيضوضة : إراقة المرأة تحبس الولد. (وما تزداد) أي : وإذا لم تهرق المرأة تمّ الولد وعظم. والغيضوضة : النقصان.
__________________
(١) وقال أبو عبيدة في مجاز القرآن ج ١ ص ٣٢٣ : «المثلات واحدتها مثلة ، ومجازها : مجاز الأمثال».
(٢) أخرجه الطبرانيّ في الكبير بلفظ : «إنّما أنا مبلّغ والله يهدي» ، عن معاوية.
(٣) كذا وردت هذه الكلمة «الغيضوضة» ، وهي كلمة رواها المؤلّف عن الحسن وعكرمة ومجاهد ، وهي من مصادر الفعل : غاض غيضا ومغيضا ومغاضا وغيضوضة ، ولم ترد هذه الكلمة في معاجم اللغة ، وقد رواها الطبريّ مرّة واحدة في تفسير هذه الآية عن الحسن في ج ١٦ ص ٣٦٤ ، وقال محقّق التفسير الشيخ محمود محمّد شاكر : «وهذا المصدر حقيق أن يثبت في كتب اللغة لأنّه من كلام الحسن البصريّ ، وناهيك به فصيحا وحجّة في اللغة».