وفي تفسير بعضهم : السقط الذي تسقط الأرحام من غير تمام ، وإذا ولدته لتمام فهو الزيادة فوق السقط إلى التمام ، كقوله : (مُخَلَّقَةٍ) أي : التمام ، (وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ) [الحج : ٥] أي : السقط.
قوله : (وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدارٍ) (٨) : أي بقدر.
قوله : (عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ) : الغيب : السرّ ، والشهادة : العلانية. (الْكَبِيرُ الْمُتَعالِ) (٩) : أي : المتعالي عمّا قال المشركون.
قوله : (سَواءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ) : قال بعضهم : فيها تقديم (١) ، يقول : من أسرّ القول ومن جهر به ذلك عند الله سواء ، سرّه وعلانيته. (وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ) : أي يعمل الذنوب والمعاصي سرّا بالليل (وَسارِبٌ بِالنَّهارِ) (١٠) : أي وظاهر بالنهار.
وقال الكلبيّ : (مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ) : يعمل الذنوب والمعاصي سرّا بالليل ، (وَسارِبٌ بِالنَّهارِ) أي : خارج بالنهار ومعالن لتلك الذنوب بالنهار ، يقول : الليل والنهار والسرّ والعلانية عنده سواء.
قوله : (لَهُ مُعَقِّباتٌ) : أي : لهذا المستخفي وهذا السارب معقّبات (٢) (مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ) : فيها تقديم ، أي : له معقبات من بين يديه ومن خلفه ، من أمر الله ملائكة يحفظونه.
قال مجاهد : الملائكة من أمر الله بالليل والنهار. وإنّهم يجتمعون عند صلاة الصبح وعند صلاة المغرب. وبعضهم يقول : يحفظونه من أمر الله ، أي : بأمر الله. وقال بعضهم : هم
__________________
(١) يريد تقديم الخبر على المبتدإ. وانظر معاني القرآن للفرّاء ، ج ٢ ص ٥٩ ـ ٦٠.
(٢) هذا هو القول الصحيح الراجح في رجوع الضمير إلى أقرب مذكور ، وانظر قولا آخر لابن زيد رواه الطبريّ في تفسيره ، ج ١٦ ص ٣٧٩ ـ ٣٨٢ في قصّة عامر بن الطفيل وأربد بن ربيعة ، وقد ردّ الطبريّ هذا القول ولم يرتضه.