قوله : (وَلا يَزالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِما صَنَعُوا قارِعَةٌ :) وهي السرايا ، سرايا رسول الله عليهالسلام ، يصيبهم الله منها بعذاب ، يعني المشركين. (أَوْ تَحُلُ) أنت يا محمّد (١) (قَرِيباً مِنْ دارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللهِ) [يعني فتح مكّة في تفسير مجاهد وقتادة] (٢). (إِنَّ اللهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعادَ) (٣١).
قوله : (وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا :) أي لم آخذهم عند استهزائهم بأنبيائهم ، ولكن أمليت لهم ، أي : أخّرتهم حتّى بلغ الوقت. (ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كانَ عِقابِ) (٣٢) : على الاستفهام ، أي : كان شديدا. وكان الحسن إذا أتى على هذا قال : كان والله شديدا.
قوله : (أَفَمَنْ هُوَ قائِمٌ عَلى كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ :) قال بعضهم : ذلكم الله. وهذا على الاستفهام. قال الحسن : هو الله القائم على كلّ نفس بما عملت حتّى يجزيها به.
قال : (وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ) وقال في آية أخرى : (إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْماءٌ سَمَّيْتُمُوها أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ ما أَنْزَلَ اللهُ بِها مِنْ سُلْطانٍ) [النجم : ٢٣] أي : من حجّة أنّها آلهة.
قال : (قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِما لا يَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ :) على الاستفهام. يقول : قد نبّأتموه بما لا يعلم في الأرض ، أي : لا يعلم أنّ في الأرض آلهة معه ، أي : أنّه يعلم أنّه ليس معه إله في الأرض ولا في السماء. (أَمْ بِظاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ :) قال مجاهد : أم بظنّ من القول. وقال بعضهم : الظاهر من القول الباطل. وقال الكلبيّ : (أم بظاهر مّن القول) أي : الزور من القول ، وهو واحد.
__________________
ـ أقول لهم بالشّعب إذ يأسرونني |
|
ألم تيأسوا أنّي ابن فارس زهدم». |
(١) هذا قول نسب إلى ابن عبّاس وإلى مجاهد وسعيد بن جبير وغيرهم ، حسبما رواه الطّبريّ في تفسيره ، ج ١٦ ص ٤٥٧ ـ ٤٥٨ ، وهنالك قول آخر نسب إلى الحسن يذهب إلى أنّ الضمير في (تحلّ) راجع إلى القارعة ، أي : أو تحلّ القارعة. ولكلّ وجه من التأويل صحيح. وقد روى السيوطيّ في الدر المنثور ، ج ٤ ص ٦٤ قولا يؤيّد به القول الأوّل ويفصّله ؛ روي عن مجاهد أنّه قال : (أو تحلّ قريبا مّن دارهم) قال : الحديبيّة.
(٢) زيادة من ز ، ورقة ١٦٢ ومن كتب التفسير.