قوله : (ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا) : يعني المشركين ، (يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا) في الدنيا (وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ) الذي يأملون من الدنيا (فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) (٣) : أي يوم القيامة. وهذا وعيد هوله شديد. وكان هذا قبل أن يؤمر بقتالهم ، ثمّ أمر بقتالهم ، ولا يدعهم حتّى يسلموا أو يقتلوا ، يعني مشركي العرب.
ذكروا أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : ((المؤمن يأكل في معّى واحد ، والكافر يأكل في سبعة أمعاء)) (١).
ذكروا عن الحسن قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : ((الدنيا سجن المؤمن وجنّة الكافر)) (٢).
قوله : (وَما أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَها كِتابٌ مَعْلُومٌ) (٤) : يعني الوقت الذي يهلكون فيه ، يعني من أهلك من الأمم السالفة بتكذيبهم رسلهم. (ما تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَها) : أي وقت العذاب (وَما يَسْتَأْخِرُونَ) (٥) عنه.
قوله : (وَقالُوا يا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ) : يعني القرآن فيما تدّعي (إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ) (٦) : يعنون محمّدا. (لَوْ ما تَأْتِينا) : أي لولا ، فلوما ولو لا واحد. (بِالْمَلائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ) (٧) : أي حتّى تشهد لنا أنّك رسول الله ، فنصدّقك حينئذ.
قال الله : (ما نُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ) : حتّى تعاينوهم (إِلَّا بِالْحَقِ) : أي بعذابهم
__________________
ـ تعلم ، من مسائل الخلاف بين الإباضيّة وبين بعض الفرق الإسلاميّة.
(١) حديث متّفق عليه. أخرجه البخاريّ في كتاب الأطعمة ، وأخرجه مسلم في كتاب الأشربة (رقم ٢٠٦٠ ـ ٢٠٦١ ـ ٢٠٦٢) كلاهما يرويه في باب المؤمن يأكل في معى واحد ... من طرق عن جابر ، وابن عمر ، وأبي هريرة وأبي موسى. ورواه الواقديّ في كتابه المغازي ، ج ٣ ص ١٠١٨ في أخبار غزوة تبوك عن رجل من بني سعد بن هذيم.
(٢) حديث صحيح أخرجه مسلم في كتاب الزهد والرقائق ، باب في الزهد في الدنيا وهوانها على الله عزوجل ، رقم ٢٩٥٦. وأخرجه ابن ماجه في كتاب الزهد ، باب مثل الدنيا (رقم ٤١١٣) كلاهما يرويه عن أبي هريرة. وأخرجه الحاكم والطبرانيّ عن سلمان. وأخرجه البزّار عن ابن عمر.