إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

تفسير كتاب الله العزيز [ ج ٢ ]

تفسير كتاب الله العزيز [ ج ٢ ]

336/483
*

مسلمين فما أغنى عنهم ؛ قالوا : فيغضب لهم ربّهم فيخرجهم ـ زعموا ـ من النار ويدخلهم الجنّة. قالوا : فعند ذلك (يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ). فزعموا أنّ الله مخرج أقواما من النار قد احترقوا وصاروا حمما ، فيدخلون الجنّة ، فيقول أهل الجنّة : هؤلاء الجهنّميّون. قالوا : فيدعون ربّهم فيمحي ذلك الاسم عنهم ، فيسمّون عتقاء ربّ العالمين ، افتراء على الله ، وكذبا عليه ، وجحودا بتنزيله إذ يقول : (بَلى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً) يعني الشرك (وَأَحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ) يعني الكبائر الموبقة (فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ) (٨١) [البقرة : ٨١] وقال : (يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَما هُمْ بِخارِجِينَ مِنْها وَلَهُمْ عَذابٌ مُقِيمٌ) (٣٧) [المائدة : ٣٧]. وقال : (وَلَهُمْ عَذابٌ واصِبٌ) (٩) [الصافات : ٩] أي : دائم لا ينقطع. وقال : (لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ) (٧٥) [الزخرف : ٧٥] أي : يائسون. وقال : (كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيها وَذُوقُوا عَذابَ الْحَرِيقِ) (٢٢) [الحج : ٢٢]. وقال : (لا يُقْضى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذابِها كَذلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ) (٣٦) [فاطر : ٣٦]. وقال : (وَنادَوْا يا مالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ قالَ إِنَّكُمْ ماكِثُونَ) (٧٧) [الزخرف : ٧٧]. وقال : (وَقالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِنَ الْعَذابِ) (٤٩) قالت لهم الخزنة : (أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّناتِ قالُوا بَلى قالُوا فَادْعُوا وَما دُعاءُ الْكافِرِينَ) أي : أهل النار (إِلَّا فِي ضَلالٍ) (٥٠) [غافر : ٤٩ ـ ٥٠].

فكيف بعد هذا من تنزيل الله ومحكم كتابه تزعم الفرقة الشاكّة أنّ أهل جهنّم يخرجون منها ويدخلون الجنّة؟ يتّبعون الروايات الكاذبة التي ليس لها أصل في كتاب الله ، وينبذون كتاب الله وراء ظهورهم كأنّهم لا يعلمون ، فالله الحاكم بيننا وبينهم وهو خير الحاكمين (١).

__________________

(١) هذا كلّه من كلام الشيخ هود الهوّاريّ ، وانفردت به كلّ من ق ، وج ، ود. وقد نقل الشيخ هود فيه بعض العبارات التي وردت في ز ، ورقة ١٦٨. وفي مخطوطة تفسير ابن سلّام ، القطعة ١٧٧ من قطع مخطوطات القيروان كلام طويل في حوالي ورقة ، تناول تفسير هذه الآية. وقد روى فيه ابن سلّام أحاديث حول من سمّوا بالجهنّميّين وحول الشفاعة. وقد حذفها الشيخ هود لأنّها لم تثبت عنده. واكتفى بالردّ عليها بالآيات البيّنات الدالّة على خلود المشركين والكفّار الذين يموتون من غير توبة في نار جهنّم. ومسألة الخلود ، كما ـ