قال : (وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَجُلَيْنِ أَحَدُهُما أَبْكَمُ) : أي : لا يتكلّم ، يعني الوثن (لا يَقْدِرُ عَلى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلى مَوْلاهُ) : أي على وليّه الذي يتولّاه ويعبده ، أي : إنّه عمله بيده وينفق عليه كسبه ويعبده ويتولّاه (أَيْنَما يُوَجِّهْهُ) : هذا العابد له ، يعني دعاءه إيّاه (لا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ) : أي هذا الوثن (وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ) : وهو الله (وَهُوَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) (٧٦) : [وهو الله] (١).
قوله : (وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) : أي يعلم غيب السماوات ويعلم غيب الأرض (وَما أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ) : أي بل هو أقرب من لمح البصر ، ولمح البصر يعني أنّه يلمح مسيرة خمسمائة عام إلى السماء ، يعني سرعة البصر. (إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (٧٧).
قوله : (وَاللهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (٧٨) : أي لكي تشكروا هذه النعم.
قوله : (أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّراتٍ فِي جَوِّ السَّماءِ) : أي متحلّقات في جوّ السماء ، فيما بين السماء والأرض ، وهي كلمة عربيّة ، كقوله : (وَفَرْعُها فِي السَّماءِ) (٢٤) [إبراهيم : ٢٤] يعني بذلك طولها. أي : ما ارتفع فقد سما. كذلك الطير متحلّقة في السماء ، أي : قد سمت ، والسموّ من الارتفاع (٢). (ما يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللهُ) : يبيّن قدرته للمشركين. يقول : هل تصنع آلهتكم شيئا من هذا؟ (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (٧٩) : أي يصدّقون ، وهي مثل الأولى.
__________________
(١) زيادة من سع. وجاء بعده. «قال يحيى : هي مثل قوله : (إنّ ربّي على صراط مّستقيم)». وبعد أن ذكر المؤلّف تفسيرا لقتادة بنفس هذا التأويل أورد قولا للحسن جاء فيه : «وفي تفسير الحسن : إنّه المؤمن الذي ضرب الله مثلا في هذه الآية : (وَهُوَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) يعني المؤمن. قال يحيى : سمعت غير واحد يذكر أنّ هذا المثل نزل في عثمان بن عفّان».
(٢) هذه الجمل الأخيرة أمثلة من التكرار المملّ أحيانا ، وهي غير موجودة في مخطوطتي سع وز. فهل هي من زيادات بعض الشرّاح أو النسّاخ؟.