به. والدّخل هو الخيانة (١). (أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبى مِنْ أُمَّةٍ) : أي أكثر من أمّة. يقول فتنقضوا عهد الله لقوم هم أكثر من قوم. وقال بعضهم : (أربى من امّة) أي : [أن يكون قوم] (٢) أعزّ من قوم.
وقال بعضهم : يقول : العهد بين الناس فيما وافق الحقّ (٣).
والمرأة التي ضربت مثلا في غزلها كانت حمقاء تغزل الشعر ، فإذا غزلته نقضته ، ثمّ عادت فغزلته.
وتفسير مجاهد قال : هذا في الحلفاء ؛ كانوا يحالفون الحلفاء ، ثمّ يجدون أكثر منهم وأعزّ ، فينقضون حلف هؤلاء ، ويحالفون الذين هم أعزّ ؛ فنهوا عن ذلك.
قوله : (إِنَّما يَبْلُوكُمُ اللهُ بِهِ) : أي بالكثرة ، يبتليكم ، يختبركم. (وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ ما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) (٩٢) : أي من الكفر والإيمان.
(وَلَوْ شاءَ اللهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً واحِدَةً) : أي على الإيمان. وهو كقوله : (وَلَوْ شِئْنا لَآتَيْنا كُلَّ نَفْسٍ هُداها) [السجدة : ١٣]. وكقوله : (وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً) [يونس : ٩٩] (وَلكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ) : أي بفعله (وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ وَلَتُسْئَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (٩٣).
__________________
(١) كذا في المخطوطات ق وج ود ، وجاء في سع ما يلي : «قال الحسن : كما صنع المنافقون ، فلا تصنعوا كما صنع المنافقون ، فتظهروا الإيمان وتسرّوا الشرك ، والدخل إظهار الإيمان وإسرار الشرك».
(٢) زيادة من سع ، ومن تفسير الطبريّ ، ج ١٤ ص ١٦٧ للإيضاح ، والقول لقتادة.
(٣) وردت في سع بعد هذا القول آثار حسنة رأيت من الفائدة إثباتها هنا : «عن مكحول قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : إن الله يوصيكم بأمّهاتكم فالأقرب الأقرب. الدّين مقضيّ والأمانة مؤدّاة ، وأحقّ ما وفى به العبد عهد الله ... عن ميمون بن مهران قال : قال ابن مسعود : ما نزلت بعبد شدّة إلّا قد عاهد الله عندها ، فإن لم يتكلّم بلسانه فقد أضمر ذلك في قلبه ، فاتّقوا الله وأوفوا بما عاهدتم له. الحسن بن دينار عن الحسن أنّ ابن مسعود قال : يا أهل المواثيق ، انظروا ما تعاهدون عليه ربّكم ، كم من مريض قال : إن الله شفاني فعلت كذا ، فعلت كذا ...».