قال : (فَضَرَبْنا عَلَى آذانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً (١١) ثُمَّ بَعَثْناهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصى لِما لَبِثُوا أَمَداً) (١٢) : أي المنتهى الذي بعثوا فيه ، أي : لم يكن لواحد من الفريقين علم ، لا لمؤمنهم ولا لكافرهم. وقال مجاهد : (أمدا) أي : عددا ، أي : لم يكن لهم علم بما لبثوا (١).
قوله : (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِ) : أي خبرهم بالحقّ (إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْناهُمْ هُدىً) (١٣) : أي إيمانا.
(وَرَبَطْنا عَلى قُلُوبِهِمْ) : أي بالإيمان (إِذْ قامُوا فَقالُوا رَبُّنا رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَا مِنْ دُونِهِ إِلهاً لَقَدْ قُلْنا إِذاً شَطَطاً) (١٤) : أي جورا وكذبا (٢).
قوله : (هؤُلاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْ لا) : أي هلّا (يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطانٍ بَيِّنٍ) : أي بحجّة بيّنة.
تفسير الحسن وابن عبّاس في هذا الحرف في القرآن كلّه : حجّة بيّنة. وقال بعضهم : هذا الحرف حيث كان في القرآن كلّه : عذر بيّن. وقال الحسن : بيّن بأنّ الله أمرهم بعبادتهم.
قال : (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً) (١٥) : أي لا أحد أظلم منه.
قوله : (وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَما يَعْبُدُونَ إِلَّا اللهَ) : يقوله بعضهم لبعض. (وَما يَعْبُدُونَ إِلَّا اللهَ) أي : وما يعبدون من دون الله ، أي : وما يعبدون سوى الله. وفي مصحف عبد الله بن مسعود : وما يعبدون من دون الله ، وهذا تفسيرها. (فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ) : [أي : فانتهوا إلى الكهف] (٣) (يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ) : أي من رزقه (وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ
__________________
(١) قال الفرّاء في المعاني ، ج ٢ ص ١٣٦ : «وقوله (أيّ الحزبين) فيقال : إنّ طائفتين من المسلمين في دهر أصحاب الكهف اختلفوا في عددهم. ويقال : اختلف الكفّار والمسلمون. وأمّا (أحصى) فيقال : أصوب ، أي : أيّهم قال بالصواب».
(٢) قال أبو عبيدة في المجاز ، ج ١ ص ٣٩٤ : «أي : جورا وغلوّا». وهو أنسب وأدقّ معنى.
(٣) زيادة من سع ورقة ١٥ و ، وز ورقة ١٩٢.