آدم ؛ ألم تر إلى حمرة عينيه ، وانتفاخ أو داجه ؛ فإذا غضب أحدكم فإن كان قاعدا فليلزم الأرض ، وإن كان قائما فليجلس (١).
قوله : (وَإِذا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآيَةٍ قالُوا لَوْ لا اجْتَبَيْتَها) : أي : لولا تلقّيتها من الله (٢) ، في تفسير مجاهد. وقال بعضهم : (لَوْ لا اجْتَبَيْتَها) أي : لولا جئت بها من قبلك. وذلك أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان إذا أبطأ عنه الوحي ، قال له المشركون : لو لا اجتبيتها ، أي هلّا اجتبيتها من عندك فأتيت بهذا الوحي ، فإنّما تجيء به من عندك. وإذا أتاهم باية كذّبوا بها ، يعني باية من القرآن. وإذا أبطأ الوحي سألوا أن يأتيهم بآية.
قال الله : (قُلْ) : يا محمّد (إِنَّما أَتَّبِعُ ما يُوحى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي) : ليس ذلك من عندي ، إنّما هو من عند الله (هذا بَصائِرُ) : يعني القرآن (مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (٢٠٣).
قوله : (وَإِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) (٢٠٤) : أي لكي ترحموا. قال بعضهم : ذلك في الصلاة ، وهو قول الحسن.
وقال الحسن : كانوا يتكلّمون في الصلاة حتّى نزلت هذه الآية. قال : وصارت سنّة بعد في غير الصلاة ، أن ينصت القوم إذا جلسوا لمن يقرأ عليهم القرآن.
قال الكلبيّ : بلغنا أنّهم كانوا ـ قبل أن تنزل هذه الآية ـ يتكلّم الرجل بالحاجة وهو في صلاته ، فيجيء الرجل إلى القوم وهم يصلّون ، فيقول : كم صلّيتم؟ فيقولون : كذا وكذا ،
__________________
(١) هذه الفقرة ، مع ما ذكر عن الحسن قبلها ، جمل من خطبة لرسول الله صلىاللهعليهوسلم رواها الترمذيّ عن أبي سعيد الخدريّ. وقال الترمذيّ : حديث حسن.
(٢) كذا في ق وع ود : «لولا تقلّيتها من الله» ، وهو قول لابن عبّاس وقتادة كما في تفسير الطبريّ ، ج ١٣ ، ص ٣٤٢. وفي تفسير مجاهد ، ص ٢٥٤ يقول : «لولا ابتدعتها من قبل نفسك». وفي معاني الفرّاء ، ج ١ ص ١٤٠٢ : «يقول : هلّا افتعلتها». وذكر الطبريّ في تفسيره ، ج ١٣ ، ص ٣٤٣ أنّه «حكى عن الفرّاء أنّه يقول : اجتبيت الكلام ، واختلفته ، وارتجلته ، إذا افتعلته من قبل نفسك». وأصل الاجتباء هو الاختيار والاصطفاء. انظر : اللسان (جبي).