شهداء بدر ، وشهداء الأعماق ، والأعماق أنطاكية (١).
ذكروا عن عبد الله بن عون أنّه قال : كتبت إلى نافع أسأله عن الفرار من الزحف ، فقال : إنّما كان يوم بدر.
قوله : (فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلكِنَّ اللهَ قَتَلَهُمْ وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللهَ رَمى) قال الحسن : لمّا واقف رسول الله المشركين يوم بدر أمره الله أن يرميهم بثلاثة أحجار ، فكان النصر فيما رماهم به ، وألقى في قلوبهم الرعب. قال : (فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ) أي : بقوّتكم ، حين قال هذا : قتلت ، وقال هذا : قتلت. (وَلكِنَّ اللهَ قَتَلَهُمْ وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللهَ رَمى).
وقال الكلبيّ : لمّا صافّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم المشركين دعا بقبضة (٢) من حصى الوادي وترابه ، فرمى بها في وجوه المشركين ، فملأ الله منها وجوههم وأعينهم ترابا ، وقذف في قلوبهم الرعب ، فانهزموا ، واتّبعهم المؤمنون يقتلونهم ويأسرونهم.
وقال بعضهم : ذكروا أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم أخذ ثلاثة أحجار يوم بدر ، فرمى بها في وجوه الكفّار ، فهزموا عند الحجر الثالث.
قوله : (وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاءً حَسَناً) : أي ينعم على المؤمنين بقتلهم المشركين يوم بدر. (إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (١٧).
قوله : (ذلِكُمْ وَأَنَّ اللهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكافِرِينَ) (١٨) : أي مضعف كيد الكافرين
__________________
(١) في ق : «وشهداء الأعماق أعماق أنطاكية». وفي ع : «شهداء أعماق وأنطاكية» ، وأثبتّ ما جاء في د : «وشهداء الأعماق ، والأعماق أنطاكية». ولم أجد فيما بين يديّ من مصادر التفسير أو الحديث والسير هذا الحديث بهذا اللفظ ، إلّا إشارة وردت في حديث رواه مسلم في كتاب الفتن وأشراط الساعة ، باب في فتح قسطنطينيّة (رقم ٢٨٩٧) تشير إلى الأعماق ولفظه : «لا تقوم الساعة حتّى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق ...» إلى أن يقول : «ويقتل ثلثهم ، أفضل الشهداء عند الله».
(٢) القبضة ، بضم القاف : قدر ما تقبض عليه الكفّ.