[٢٥] ـ (وَاسْتَبَقَا الْبابَ) بادراه ، هو للهرب ، وهي لتمسكه ، فلحقته وجذبته (وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ) شقته طولا من خلفه (وَأَلْفَيا سَيِّدَها) وجدا زوجها (لَدَى الْبابِ قالَتْ) له تبرءة لنفسها ، وإغراء له به (ما) نافية أو استفهامية ، أي : أي شيء (جَزاءُ مَنْ أَرادَ بِأَهْلِكَ سُوءاً) خيانة (إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ) إلّا سجن أي حبس (أَوْ عَذابٌ أَلِيمٌ) ضرب مؤلم.
[٢٦] ـ (قالَ) ـ متبرئ مما افترته عليه ـ : (هِيَ راوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي) طالبتني بالسوء (وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ أَهْلِها) صبي في المهد ابن أختها ، أو ابن عمها ، وقيل رجل كان مع زوجها فقال : (إِنْ كانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ) من قدامه (فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكاذِبِينَ) لدلالته على انه قصدها فدفعته.
[٢٧] ـ (وَإِنْ كانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ) من خلفه (فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ) لدلالته على أنه فرّ وتشبثت به.
[٢٨] ـ (فَلَمَّا رَأى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قالَ إِنَّهُ) ان هذا الصنيع (١) (مِنْ كَيْدِكُنَ) حيلتكن معاشر النساء (إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ) شديد التأثير للطفه.
[٢٩] ـ (يُوسُفُ) أي يا يوسف (أَعْرِضْ عَنْ هذا) الحديث ولا تذكره لئلا يفشو (وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ) يا زليخا (إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخاطِئِينَ) المذنبين تعمدا ، وذكّر تغليبا.
[٣٠] ـ (وَقالَ نِسْوَةٌ) جرد فعله لأنه اسم جمع لامرأة ، فتأنيثه مجازي (فِي الْمَدِينَةِ) مصر (امْرَأَتُ الْعَزِيزِ) هو بالعربية الملك (تُراوِدُ فَتاها عَنْ نَفْسِهِ) تدعو عبدها الى الفجور بها (قَدْ شَغَفَها حُبًّا) تمييز أي : دخل حبه شغاف (٢) قلبها أي : غشاءه (إِنَّا لَنَراها فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) في خطأ ظاهر بفعلها.
__________________
(١) في «ج» : الصنع. وفي «ط» : لصنيع.
(٢) في «ط» : الى شغاف.