الموضعين (١) (ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ) بكفرهم ، حال (فَأَلْقَوُا السَّلَمَ) استسلموا عند الموت قائلين : (ما كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ) كفر ، فتكذبهم الملائكة (بَلى إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) فيجازيكم به.
[٢٩] ـ (فَادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ) على حسب منازلكم في دركاتها (خالِدِينَ فِيها فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ) هي.
[٣٠] ـ (وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا) هم المؤمنون (ما ذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قالُوا خَيْراً) أنزل خيرا (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةٌ) كرامة معجّلة (وَلَدارُ الْآخِرَةِ) أي ثوابهم في الآخرة (خَيْرٌ) منها وهو وعد الله للذين اتقوا ، أو : من قولهم تفسير ل «خير» (٢) (وَلَنِعْمَ دارُ الْمُتَّقِينَ) هي.
[٣١] ـ (جَنَّاتُ عَدْنٍ) اقامة ؛ خبر محذوف ، أو المخصوص بالمدح ، أو مبتدأ خبره (يَدْخُلُونَها تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ لَهُمْ فِيها ما يَشاؤُنَ) تقديم «فيها» يفيد أن الإنسان لا يجد كلما يريده إلّا في الجنة (كَذلِكَ) الجزاء (يَجْزِي اللهُ الْمُتَّقِينَ).
[٣٢] ـ (الَّذِينَ) صفة (تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ) طاهرين من الشرك ، أو طيبة وفاتهم لا صعوبة فيها (يَقُولُونَ) لهم عند الموت : (سَلامٌ عَلَيْكُمْ) يبشرونهم بالسلامة وبالجنة (ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) حين تحشرون ، وقيل : هذا التوفي (٣) والقول في الحشر.
[٣٣] ـ (هَلْ يَنْظُرُونَ) ما ينتظر الكفار (إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ) لتوفيهم ، وقرأ
__________________
(١) تفسير مجمع البيان ٣ : ٣٥٦ وحجة القراآت : ٣٣٨ سيأتي الموضع الآخر في الآية ٣٢.
(٢) العبارة في تفسير البيضاوي ٣ : ٩٧ هكذا : ويجوز أن يكون بما بعده حكاية لقولهم بدلا وتفسيرا ل «خيرا» على انه منتصب ب «قالوا».
(٣) أظنّ انّ الأصل «حين التوفي» بدلا من «هذا التوفي» ويؤيده ما ورد في تفسير روح المعاني ١٤ / ١٢١.