ثم زاد على الجواب وقال : وعليكم خاصّة يا يهود أن لا تعدوا في السّبت فقبّل يده ، وعدّ هذه الأحكام «آيات» لأنها من علامات النّبوّة (فَسْئَلْ) يا «محمّد» (بَنِي إِسْرائِيلَ) عمّا جرى لموسى وفرعون (إِذْ جاءَهُمْ) أو عن الآيات ليظهر للمشركين صدقك ، وعلى هذا نصب «إذ» ب «آتينا» أو بإضمار «اذكر» أو فقلنا لموسى حين جاءهم : اسئل بنى إسرائيل من فرعون أيرسلهم معك؟ أو : سلهم عن إيمانهم (فَقالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يا مُوسى مَسْحُوراً) سحرت فخولط عقلك.
[١٠٢] ـ (قالَ لَقَدْ عَلِمْتَ) يا «فرعون» وضمّه «الكسائي» (١) (ما أَنْزَلَ هؤُلاءِ) أي : الآيات (إِلَّا رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ بَصائِرَ) حججا تبصّرك صدقي ولكنّك تعاند (وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يا فِرْعَوْنُ مَثْبُوراً) هالكا أو مصروفا عن الخير ، قارع ظنّه الكذب بظنه الصّحيح الناشئ من شواهد الحال.
[١٠٣] ـ (فَأَرادَ) «فرعون» (أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ) يزعج «موسى» وقومه بالنّفي أو القتل (٢) (مِنَ الْأَرْضِ) أرض مصر (فَأَغْرَقْناهُ وَمَنْ مَعَهُ جَمِيعاً) عارضناه بنقيض مراده.
[١٠٤] ـ (وَقُلْنا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذا جاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ) الكرّة الآخرة أي قيام السّاعة (جِئْنا بِكُمْ لَفِيفاً) مختلطين (٣) أنتم وهم للحكم والجزاء.
[١٠٥] ـ (وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْناهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ) أي ما أردنا بإنزال القرآن إلّا تقرير الحقّ في مركزه وما نزل إلّا بالدعاء الى الحقّ (وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا مُبَشِّراً) من أطاع بالجنة (وَنَذِيراً) من عصى بالنّار.
[١٠٦] ـ (وَقُرْآناً) نصب بفعل يفسره (فَرَقْناهُ) نزلّناه مفرّقا نجوما في نحو عشرين سنة ، أو فرقنا به الحقّ من الباطل ، فحذف الجارّ (لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلى
__________________
(١) حجة القراآت : ٤١١ وكتاب السبعة في القراآت : ٣٨٥.
(٢) في «ج» : بالنفي والقتل.
(٣) في «ج» : مختلفين.