سمّي بالجارحة مبالغة كالعين للربيئة ، أو من أذن (١) أذنا : استمع. (قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ) مستمع خير (لَكُمْ) لا مستمع شرّ (يُؤْمِنُ بِاللهِ) يصدق به لدلائله (وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ) يصدقهم لخلوصهم. واللام زائدة للفرق بين إيمان الإذعان وغيره (وَرَحْمَةٌ) وهو رحمة.
وجرّها «حمزة» عطفا على «خير» (٢) (لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ) ظاهرا إذ يقنع بذلك ، ولا يكشف سرّكم رفقا بكم لا جهلا بحالكم. (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللهِ) ويشمل من يؤذي أهل بيته عليهالسلام بشهادة الأخبار :
«يا علي من آذى منك شعرة فقد آذاني» الحديث (٣).
و «فاطمة بضعة منّي من آذاها فقد آذاني» (٤) وغيره (٥) (لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) النار ويحتمل القتل.
[٦٢] ـ (يَحْلِفُونَ بِاللهِ لَكُمْ) أيها المؤمنون أنهم لم يقولوا ما بلغكم عنهم (لِيُرْضُوكُمْ وَاللهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ) بالطاعة. وأفرد الضمير لتلازم الرضائين ،
__________________
(١) الربيئة : الجاسوس.
(٢) حجة القراآت : ٣٢٠ وتفسير مجمع البيان ٣ : ٤٣.
(٣) رواه الطبرسي في تفسير مجمع البيان ٤ : ٣٧٠ وروى معناه الشيخ جعفر بن احمد القمي في كتابه «المسلسلات» بسبعة أسانيد : الأحاديث ٥ ـ ١٠ بألفاظ مختلفة.
وقال : قلنا لزيد بن علي عليهالسلام من يعني؟ قال : يعنينا ولد فاطمة عليهاالسلام لا تدخلوا بيننا فتكفروا.
(٤) وامّا حديث فاطمة بضعة منّي فقد رواه الكثير من المحدثين فمن رواه من العامة احمد بن حنبل في مسنده ٤ : ٥ و ٣٢٣ و ٣٢٦ و ٣٢٨ و ٣٣٢ وفي الفضائل برقم ١٣٢٠ و ١٣٢٩ و ١٣٣٠ و ١٣٣٣ و ١٣٣٤ و ١٣٤٧ والبخاري ٧ : ٨٥ و ٣٢٧ ومسلم ٤ : ٩٠٣ وابو داود ٢ : ٢٢٥ و ٢٢٦ والترمذي ٥ : ١٩٨ والحاكم في المستدرك ٣ : ١٥٤ و ١٥٨ والهيثمي في مجمع الزوائد ٩ : ٢٣ و ٢٠٣ والمحب في ذخائر العقبى ١ : ٣٨ وغيرهم.
(٥) في هامش «ألف» في هذا الموضع ما يلي : وعيد لمؤذي الرسول وعترته عليهمالسلام.