الثواب (إِنَّ اللهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ) أي أجرهم. وفيه حثّ على الجهاد وأعمال الخير.
[١٢١] ـ (وَلا يُنْفِقُونَ) في سبيل الله (نَفَقَةً صَغِيرَةً) قليلة (وَلا كَبِيرَةً) كثيرة (وَلا يَقْطَعُونَ وادِياً) بسيرهم (إِلَّا كُتِبَ) أثبت ذلك (لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللهُ) به (أَحْسَنَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ) جزاء ، أحسنه.
[١٢٢] ـ (وَما كانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً) ما جاز لهم أن ينفروا جميعا للغزو.
كانوا ينفرون جميعا مع السرايا ويتركون التّفقّه ، وذلك لما سمعوا ما نزل في المتخلفين ، فنزلت (فَلَوْ لا) فهلا (نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ) قبيلة (مِنْهُمْ طائِفَةٌ) جماعة وبقيت جماعة (لِيَتَفَقَّهُوا) أي الباقون (فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا) بما تعلّموه (قَوْمَهُمْ) النافرين (إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ) من الغزو (لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ) ما ينذرونه.
وقيل واو «يتفقهوا» و «ينذروا» للنافرين ، والمعنى ليس عليهم أن ينفروا جميعا الى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم لتعلم الدين ، بل ينفر من كل جماعة طائفة فتتعلم وترجع فتعلم قومها ما تعلمته (١). ويفيد حجية خبر الواحد.
[١٢٣] ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ) أي الأقرب منهم فالأقرب دارا أو نسبا. وقيل هم «قريظة» و «النضير» و «خيبر» ، وقيل الروم في الشام لقربها من المدينة (٢) (وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً) شدة أي اغلظوا عليهم (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) بعونه ونصره.
[١٢٤] ـ (وَإِذا ما أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ) فمن المنافقين (مَنْ يَقُولُ) ـ لباقيهم استهزاء ـ : (أَيُّكُمْ زادَتْهُ هذِهِ) السورة (إِيماناً) تصديقا (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزادَتْهُمْ
__________________
(١) قاله الجبّائي ـ كما في تفسير مجمع البيان ٣ : ٨٤ ـ.
(٢) قاله ابن عمر ـ كما في تفسير مجمع البيان ٣ : ٨٤ ـ.