لحقهم (فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْواً) مفعول له أو حال (حَتَّى إِذا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قالَ آمَنْتُ أَنَّهُ) أي بأنه وكسرها «حمزة» و «الكسائي» استئنافا ، (١) أو بتقدير وقلت إنه (لا إِلهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ) لم يؤمن إلّا حين لم يقبل الإيمان ، فقيل له :
[٩١] ـ (آلْآنَ) آمنت (وَقَدْ عَصَيْتَ) من (قَبْلُ) بالكفر (وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ) بالضلال والإضلال عن الإيمان.
[٩٢] ـ (فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ) وخففه «يعقوب» (٢) نلقيك على نجوة من الأرض ، (٣) أو نخرجك طافيا على الماء (بِبَدَنِكَ) بجسدك خاليا من الروح ، أو بدرعك وكانت من ذهب يعرف بها (لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً) لمن وراءك علامة ، أي بني إسرائيل إذ شك بعضهم في موته فأخرج لهم ليروه.
أو لمن بعدك عبرة فيعرفوا أنك عبد مقهور ، ولا يطغوا طغيانك (وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ عَنْ آياتِنا لَغافِلُونَ) لا يعتبرون بها.
[٩٣] ـ (وَلَقَدْ بَوَّأْنا بَنِي إِسْرائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ) أنزلناهم منزلا محمودا وهو مصر والشام (وَرَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ) اللذيذة (فَمَا اخْتَلَفُوا حَتَّى جاءَهُمُ الْعِلْمُ) أي كانوا على الكفر ، فلما جاءهم العلم من جهة موسى وكتابه ، آمن فريق وكفر فريق ، أو كانوا مقرين بمحمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم حتّى جاءهم العلم أي القرآن ، أو معلومهم اختلفوا في أمره (إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) بإنجاء المحق وتعذيب المبطل.
[٩٤] ـ (فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ) من القصص فرضا (فَسْئَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُنَ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكَ) فإنه ثابت في كتبهم مطابق لما قصصنا عليك.
__________________
(١) حجة القراآت : ٣٣٦.
(٢) تفسير مجمع البيان ٣ : ١٣٠.
(٣) النجوة : ما ارتفع من الأرض.