أو اسره اخوته حين علموا به ، فقالوا : هو عبدنا أبق. وسكت خوفا أن يقتلوه (بِضاعَةً) حال (وَاللهُ عَلِيمٌ بِما يَعْمَلُونَ) بسرّهم أو بكيد إخوته.
[٢٠] ـ (وَشَرَوْهُ) باعوه اخوته ، أو اشتراه الرفقة منهم (بِثَمَنٍ بَخْسٍ) ناقص ، أو زيوف (دَراهِمَ) بدل من ثمن (مَعْدُودَةٍ) قليلة ، عشرين أو ثمانية وعشرين (وَكانُوا) أي اخوته لجهلهم شأنه ، أو الرفقة لالتقطاهم إيّاه (فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ) الراغبين عنه. ولامه إن جعلت للتعريف تعلق «فيه» به ، وإن جعلت موصولا تعلق بما دل عليه «الزاهدين» لان متعلق الصلة لا يتقدم الموصول.
[٢١] ـ (وَقالَ الَّذِي اشْتَراهُ مِنْ مِصْرَ) العزيز وهو «قطفير» خليفة الملك وخازنه ، أو هو الملك «ريان بن الوليد» من العمالقة ، آمن بيوسف ومات في عصره.
وفرعون موسى من ولده ، وقيل أنه هو عمّر أربعمائة سنة.
قيل : اشتراه العزيز منهم بعشرين دينارا وزوج نعل وثوبين أبيضين أو وزنه ورقا (١) (لِامْرَأَتِهِ) «راعيل» ولقبها زليخا (أَكْرِمِي مَثْواهُ) مقامه عندنا (عَسى أَنْ يَنْفَعَنا) في أمورنا (أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً) كان عقيما ، وتفرس فيه الرشد (وَكَذلِكَ) أي كما أنجيناه وعطفنا عليه العزيز (مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ) أرض مصر ليقيم العدل فيها (وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ) فسر (٢) (وَاللهُ غالِبٌ عَلى أَمْرِهِ) لا يغلبه شيء على مراده ، أو على أمر يوسف بتدبيره حتّى يبلغه ما قدر له (وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) ذلك.
[٢٢] ـ (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ) كمال شدته وقوته وهو ثمان عشرة سنة أو ثلاث وثلاثون ، أو الحلم (آتَيْناهُ حُكْماً) بين الناس ، أو علما وعملا به ، أو نبوة (وَعِلْماً) بتعبير الرؤيا ، أو فقها في الدين (وَكَذلِكَ) الجزاء له (نَجْزِي
__________________
(١) الورق : الدراهم المضروبة.
(٢) عند تفسير الآية (٦) من هذه السورة.