(وَقالَ مُوسى يا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ) أي : إيمانا يقينيا (فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا) جعل التوكل من لوازم الإسلام وهو إسلام الوجه لله تعالى ، ولم يجعل الإسلام من لوازم الإيمان أي : إن كمل إيمانكم ويقينكم بحيث أثّر في نفوسكم وجعلها خالصة لله فانية فيه لزم التوكل عليه فإن أول مرتبة الفناء هو فناء الأفعال ثم الصفات ثم الوجود فإن تمّ الفناء لزم التوكل الذي هو فناء الأفعال وإن أريد الإسلام بمعنى الانقياد كان شرطا في التوكل لا ملزوما له وحينئذ يكون معناه : إن صح إيمانكم يقينا فعليه توكلوا بشرط أن لا يكون لكم فعل ولا تروا لأنفسكم ولا لغيركم قوة وتأثيرا بل تكونوا منقادين كالميت فإن شرط صحة التوكل فناء بقايا الأفعال والقوى كما تقول : إن كرهت هذا الشجر فاقلعه إن قدرت ، والباقي إلى آخر السورة بعضه لا يقبل التأويل وبعضه معلوم مما مرّ.