الْجَمِيلَ (٨٥) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلاَّقُ الْعَلِيمُ (٨٦))
(لا يَمَسُّهُمْ فِيها نَصَبٌ) لامتناع أسباب المنافاة والتضادّ هناك (وَما هُمْ مِنْها بِمُخْرَجِينَ) لسرمدية مقامهم وتنزّهه عن الزمان وتغيراته. وأما كيفية نزول الملائكة على النبيين وتجسد الأرواح العالية للمتجرّدين المنسلخين عن الهيئات البدنية المتقدّسين ، فقد مرّت الإشارة إليها في سورة (هود).
[٨٧ ـ ٩٧] (وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ (٨٧) لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَناحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ (٨٨) وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ (٨٩) كَما أَنْزَلْنا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ (٩٠) الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ (٩١))
(فَوَ رَبِّكَ لَنَسْئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (٩٢) عَمَّا كانُوا يَعْمَلُونَ (٩٣) فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (٩٤) إِنَّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ (٩٥) الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (٩٦) وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِما يَقُولُونَ (٩٧) وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً) أي : الصفات السبع التي ثبتت لله تعالى وهي : الحياة والعلم والقدرة والإرادة والسمع والبصر والتكلّم (مِنَ الْمَثانِي) التي كرّر وثنى ثبوتها لك أولا في مقام وجود القلب عند تخلقك بأخلاقه ، واتصافك بأوصافه ، فكانت لك. وثانيا : في مقام البقاء بالوجود الحقاني بعد الفناء في التوحيد (وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ) أي : الذات الجامعة لجميع الصفات وإنما كانت لمحمد عليه الصلاة والسلام سبعا ، ولموسى تسعا لأنه ما أوتي القرآن العظيمبل كان مقامه التكليم ، أي : مقام كشف الصفات دون كشف الذات ، فله هذه السبع مع القلب والروح.
[٩٨ ـ ٩٩] (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (٩٨) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (٩٩))
(فَسَبِّحْ) بالتجريد عن عوارض الصفات المتعلقة بالمادة لتكون منزّها لله تعالى بلسان الحال ، حامدا لربّك بالاتصاف بالصفات الكمالية لتكون حامدا لنعم تجليات صفاته بأوصافك (وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ) بسجود الفناء في ذاته (وَاعْبُدْ رَبَّكَ) بالتسبيح والتحميد والسجود المذكورة (حَتَّى يَأْتِيَكَ) حق (الْيَقِينُ) فتنتهي عبادتك بانقضاء وجودك ، فيكون هو العابد والمعبود جميعا لا غيره.