الْأَيْمَنِ). ففي تلك الليلة المظلمة الموحشة ، حيث قطع موسى صحارى مدين متوجّهاً إلى مصر ، أخذ زوجته الطلق وألم الولادة ، وكان البرد شديداً ، فكان يبحث عن شعلة نار ، وفجأة سطع نور من بعيد ، وسمع نداء يبلغه رسالة الله ، وكان هذا أعظم وسام وألذّ لحظة في حياته.
٤ ـ إضافة إلى ذلك : (وَقَرَّبْنهُ نَجِيًّا) (١) فإنّ النداء كان موهبة ، والتكلّم موهبة اخرى.
٥ ـ وأخيراً (وَوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَا أَخَاهُ هرُونَ نَبِيًّا) ليكون معينه ونصيره.
(وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَبِيّاً (٥٤) وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيّاً) (٥٥)
إسماعيل نبي صادق الوعد : بعد ذكر إبراهيم عليهالسلام وتضحيته ، وبعد الإشارة القصيرة إلى حياة موسى عليهالسلام المتسامية ، يأتي الحديث عن إسماعيل ، أكبر ولد إبراهيم ، ويكمل ذكر إبراهيم بذكر ولده إسماعيل ، وبرامجه ببرامج ولده ، ويبيّن القرآن الكريم خمس صفات من صفاته البارزة التي يمكن أن تكون قدوة للجميع.
ويبدأ الكلام بخطاب الآية الشريفة للنبي صلىاللهعليهوآله فتقول : (وَاذْكُرْ فِى الْكِتبِ إِسْمعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيًّا * وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَوةِ وَالزَّكَوةِ وَكَانَ عِندَ رَبّهِ مَرْضِيًّا).
(وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَبِيّاً (٥٦) وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً (٥٧) أُولئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً (٥٨) فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً (٥٩) إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئاً) (٦٠)
هؤلاء أنبياء الله ، ولكن ... : في آخر قسم من تذكيرات هذه السورة ، جاء الحديث عن
__________________
(١) وهنا ينادي الله موسى من بعيد ، ولمّا اقترب ناجاه. ومن المعلوم أنّ الله سبحانه ليس له لسان ولا مكان ، بل يوجد الأمواج الصوتية في الفضاء ، ويتكلم مع عبد كموسى.