(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَن لِّمَن شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (٦٢) لَا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضًا قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذًا فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (٦٣) أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قَدْ يَعْلَمُ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (٦٤)
سبب النّزول
في تفسير علي بن ابراهيم : نزلت الآية الاولى في قوم كانوا إذا جمعهم رسول الله صلىاللهعليهوآله لأمر من الأمور في بعث يبعثه أو حرب قد حضرت يتفرقون بغير إذنه فنهاهم الله عزوجل عن ذلك وقوله (فَإِذَا اسْتْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَن لّمَن شِئْتَ مِنْهُمْ) قال نزلت في حنظلة بن أبي عياش وذلك أنّه تزوج في الليلة التي في صبيحتها حرب احد ، فاستأذن رسول الله صلىاللهعليهوآله أن يقيم عند أهله فأنزل الله هذه الآية (فَأْذَن لّمَن شِئْتَ مِنْهُمْ) فأقام عند أهله ثم أصبح وهو جنب فحضر القتال واستشهد ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : (رأيت الملائكة تغسل حنظلة بماء المزن في صحايف فضة بين السماء والأرض). فكان يسمى غسيل الملائكة.
التّفسير
لا تتركوا النبي وحده : إنّ الآيات السابقة تحدثت عن ضرورة طاعة الله ورسوله ، ومن علائم طاعته عدم تركه أو القيام بعمل ما دون إذن منه ، لهذا تحدثت الآيات ـ موضع البحث ـ حول هذا الموضوع ، فتقول أوّلاً : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَءَامَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَّمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتْذِنُوهُ).
والمراد من «أمر جامع» كل عمل يقتضي اجتماع الناس فيه ويتطلب تعاونهم ، سواء كان عملاً استشارياً ، أو مسألة حول الجهاد ومقاتلة العدو ، أو صلاة جمعة في الظروف الإستثنائية وأمثالها.