المنتخب هذا ، فبعض إحترمه وبعض آخر خالف ذلك وأدام العمل والكسب فيه حتى أصابهم عذاب الله.
ويقول القرآن الكريم في آخر الآية : (وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيمَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ).
(ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (١٢٥) وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ (١٢٦) وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (١٢٧) إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ) (١٢٨)
عشرة قواعد أخلاقية ... سلاح داعية الحق : حملت آيات السورة بين طيّاتها أحاديث كثيرة ومتنوعة ، فقد تناولت المشركين واليهود وأصناف المخالفين بشكل عام ، تارة بلهجة ليّنة واخرى باسلوب تقريع وشدّة ، وخصوصاً الآيات السابقة لما لها من عمق وشدّة أكثر مما سبقها من الآيات المباركات. أمّا الآيات أعلاه والتي تمثّل خاتمة بحوث وأحاديث سورة النحل ، فتبيّن أهم الأوامر الأخلاقية الأساسية التي ينبغي التحصّن بها عند مواجهة المخالفين على أساس منطقي ، كما وتبيّن كيفية العقاب والعفو واسلوب الصمود أمام مؤامراتهم وما شابه ذلك.
ويمكن تسمية ذلك بالأصول التكتيكية ومنهج المواجهة في الإسلام ضد المخالفين ، كما وينبغي العمل به كقانون كلّي شامل لكل زمان ومكان.
ويتلخص هذا البرنامج الرباني بعشرة اصول ، تمّ ترتيبها وفقاً لتسلسل الآيات مورد البحث:
١ ـ (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبّكَ بِالْحِكْمَةِ) : فأوّل خطوة على طريق الدعوة إلى الحق هي التمكّن من الاستدلال وفق المنطق السليم ، أو النفوذ إلى داخل فكر الناس ومحاولة تحريك وإيقاظ عقولهم ، كخطوة اولى في هذا الطريق.
٢ ـ (وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ) : وهى الخطوة الثانية في طريق الدعوة إلى الله ، بالاستفادة من