ولم يستثن في ذلك ، فقال سبحانه : (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ) ، ولكنه استثنى في خمسة أشياء .. استثنى في الاغناء فقال :
(فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شاءَ) ، وفي الاجابة قال : (فَيَكْشِفُ ما تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شاءَ). وفي الرزق فقال : (يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ) وفي المغفرة فقال : (وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ). وفي التوبة فقال : (وَيَتُوبُ اللهُ عَلى مَنْ يَشاءُ).
وقد عني القرآن المجيد بالحديث عن الشكر عناية واضحة ، فذكره في مواطن كثيرة من آياته ، وطلب من عباد الله ان يتحلوا به ويحرصوا عليه ، فقال في سورة البقرة : (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ). وقال أيضا : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ). وقال في سورة النحل (فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ حَلالاً طَيِّباً ، وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ).
وقال في سورة الأعراف : (فَخُذْ ما آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ).
وقال في سورة لقمان : (وَلَقَدْ آتَيْنا لُقْمانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ ، وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّما يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ).
وقال أيضا : (أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ). وقال في سورة الزمر : (بَلِ اللهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ).
ولأن الشكر مطلوب من الله تعالى بهذه الصورة أوصى النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ معاذ بن جبل فقال له : لا تنس أن تقول في دبر كلّ صلاة : «اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك».
وإذا كانت الآيات الكريمة السابقة قد طالبت بالشكر عن طريق الأمر الصريح المباشر ، فإن هناك آيات كريمة أخرى طالبت بالشكر عن طريق التوجيه والتحريض والحث ، ولقد وردت عبارة : (لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) أربع عشرة مرة في القرآن الكريم ، وهي في الغالب ترد مسبوقة بذكر نعم الله