(أُولئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِما صَبَرُوا وَيَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ).
وذكر القرآن أكثر من مرة أن عاقبة الصابرين هي نعيم الجنة العظيم ، فقال عن عباد الرحمن : (أُوْلئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِما صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيها تَحِيَّةً وَسَلاماً). وقال في سورة الانسان : (وَجَزاهُمْ بِما صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً). وقال في سورة الرعد : (وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً ، وَيَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ ، جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَأَزْواجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ ، سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ).
ويؤكد القرآن عظم الثواب للصابرين وضمانه لهم ، فيقول في سورة النحل : (وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ما كانُوا يَعْمَلُونَ). ويقول في سورة المؤمنون : (إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِما صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفائِزُونَ). ويقول في سورة يوسف : (إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ).
وينتهي بنا القرآن في تكريم الصابرين إلى أن ثوابهم غير محدود ، بل هو موكول لفضل الله العظيم الذي لا حدود له ولا قيود ، فيقول : (إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ).
والانسان يمكنه أن يعرف طريقه الى فضيلة الصبر باستعانته بالله في تعوده الصبر واستمساكه به ، وهذا هو ما يعبر عنه أهل التصوف بقولهم ، «الصبر بالله» ، ولعل القرآن الكريم قد أشار الى ذلك حين قال ، (وَاصْبِرْ وَما صَبْرُكَ إِلَّا بِاللهِ). فهو سبحانه الذي يهب عبده نعمة الصبر إذا عاناه الانسان وحاول التزين به ولذلك قال رسول