أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها ، وَيَضْرِبُ اللهُ الْأَمْثالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ» ويقول : (وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلى صِراطِ الْحَمِيدِ).
* * *
وإذا كان القرآن المجيد قد طالب المسلم بأن يكون بارا بالمسلمين ، فانه وجهه الى البر مع غير المسلمين ما داموا عادلين ، فقال : (لا يَنْهاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ). وجاء في الحديث : «تصدقوا على أهل الأديان كلها».
ثم يعمم القرآن الدعوة الى المشاركة في إشاعة البر بين أرجاء المجتمع ، فيقول : «وَتَعاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوى وَلا تَعاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ ، وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ».
وقد قرر كتاب الله ثواب أهل البر وسمو مكانتهم في أكثر من آية ، ففي سورة آل عمران جاء : (وَما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرارِ). وفي سورة الانسان : (إِنَّ الْأَبْرارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً). وفي سورة المطففين : (كَلَّا إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ). وفي سورة الانفطار : (إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ).
* * *
ومن لطائف البر في منطق الاسلام أن الانسان لا يكون بارا إلا إذا كان صادقا ، ولذلك فسروا البر بالصدق ، وتقول لغة العرب : برّ فلان في يمينه ، أي صدق فيها ، وبرّ فلان بوعده إذا وفاه ، وبرّ فلان بكلامه ، إذا صدّقه بالعمل ، ويقال : حجة مبرورة ، أي مقبولة قبول العمل الصادق.
والقرآن يقول مبكتا الكذبة من بني إسرائيل : (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ). ويقول الرسول صلوات