مُوَلِّيها فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ) (١) اي تسابقوا الى الخيرات والاعمال الصالحة ، وهذا يتضمن الحث على المبادرة والاستعجال الى جميع الطاعات بالعموم. وقال ايضا في سورة المائدة : (فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ) (٢).
والقرآن الكريم يحدثنا بان المسارعة الى الخيرات كانت فضيلة تذكر فتشكر للانبياء عليهم الصلاة والسّلام. فيقول في سورة الانبياء : (وَزَكَرِيَّا إِذْ نادى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنْتَ خَيْرُ الْوارِثِينَ ، فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَوَهَبْنا لَهُ يَحْيى وَأَصْلَحْنا لَهُ زَوْجَهُ ، إِنَّهُمْ كانُوا يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ ، وَيَدْعُونَنا رَغَباً وَرَهَباً وَكانُوا لَنا خاشِعِينَ) (٣).
ونوه القرآن بصفة السبق عند الملائكة ، فقال في سورة النازعات : (فَالسَّابِقاتِ سَبْقاً) (٤). فقد ذكر بعض المفسرين ان المراد هم الملائكة الذين سبقوا بني آدم بالخير والعمل الصالح.
وأمر الله تعالى عباده بالمسارعة الى ابواب الفلاح والنجاح ، فقال في سورة آل عمران : (وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) (٥). والمراد بالمسارعة الى المغفرة والجنة هو الاسراع الى اسبابهما ، وما يعد الانسان لنيلهما ، من التوبة عن الاثم ، والاقبال على البر ، ان الحسنات يذهبن السيئات.
وكذلك يقول القرآن في سورة الحديد : (سابِقُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُها كَعَرْضِ السَّماءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ ، ذلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ ، وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) (٦). اي سابقوا ايها الناس الى اعمال توجب لكم المغفرة والجنة.
__________________
(١) سورة البقرة ، الآية ١٤٨.
(٢) سورة المائدة ، الآية ٤٨.
(٣) سورة الانبياء ، الآية ٨٩ ، ٩٠.
(٤) سورة النازعات ، الآية ٤.
(٥) سورة آل عمران ، الآية ١٣٣.
(٦) سورة الحديد ، الآية ٢١.