ويتحدث الطوسي في كتابه «اللمع» عن درجات التوكل عند الصوفية ، فيجعلها ثلاث درجات :
الدرجة الاولى : توكل العامة ، وهو توكل المؤمنين الذي يشير اليه قول الله تبارك وتعالى : (وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ). ويصوره أبو تراب النخشبي بقوله : «التوكل طرح البدن في العبودية ، وتعلق القلب بالربوبية ، والطمأنينة الى الكفاية ، فان أعطي شكر ، وان منع صبر ، راضيا موافقا للقدر».
الدرجة الثانية : توكل أهل الخصوص ، وهو توكل المتوكلين ، وهو كما يصوره ابن عطاء : «من توكل على الله لغير الله لم يتوكل على الله في توكله ، حتى يتوكل على الله بالله لله ، ويكون متوكلا على الله في توكله ، لا لسبب آخر». ويصوره أبو يعقوب النهرجوري بقوله : «التوكل موت النفس عند ذهاب حظوظها من أسباب الدنيا والآخرة».
الدرجة الثالثة : توكل خصوص الخصوص ، وهو كما يصوره الشبلي بقوله : «التوكل أن تكون لله كما لم تكن ، ويكون الله تعالى لك كما لم يزل». ويصوره ابن الجلاء بقوله : «التوكل الايواء الى الله وحده في جميع الأحوال».
ويرى أبو علي الدقاق أن التوكل ثلاث درجات : التوكل ، ثم التسليم ، ثم التفويض ، فالمتوكل يسكن الى وعده ، وصاحب التسليم يكتفي بعلمه ، وصاحب التفويض يرضى بحكمه ، فالتوكل بداية ، والتسليم واسطة ، والتفويض نهاية ، فالتوكل صفة المؤمنين ، والتسليم صفة الأولياء ، والتفويض صفة الموحدين. التوكل صفة العامة ، والتسليم صفة الخواص ، والتفويض صفة خواص الخواص. التوكل صفة الأنبياء ، والتسليم صفة ابراهيم الخليل ، والتفويض صفة نبينا محمد صلىاللهعليهوسلم وعليهم أجمعين.
ربنا عليك توكلنا ، واليك أنبنا ، واليك المصير.