داخلة في الرضا ، ولا محبة الا بالرضا ، ولا رضا الا بمحبة ، لأنك لا نحب الا ما رضيت وارتضيت ، ولا ترضى الا ما أحببت».
واذا أحبّ الله عبدا من عباده اتاه من ثمرات هذه المحبة ما يعظم شأنه ، ويجل قدره ، والحديث الصحيح الذي رواه مسلم يقول : «انّ الله اذا أحب عبدا دعا جبريل فقال : اني أحب فلانا فأحبّه ، فيحبه جبريل ، ثم ينادي في السماء ، فيقول : ان الله يحب فلانا فأحبوه ، فيحبه أهل السماء ، ثم يوضع له القبول في الأرض ، واذا أبغض الله عبدا ، دعا جبريل فيقول : اني أبغض فلانا فأبغضه ، فيبغضه جبريل ، ثم ينادي في أهل السماء : ان الله يبغض فلانا فأبغضوه ، فيبغضونه ، ثم توضع له البغضاء في الأرض».
* * *
ومحبة الانسان لربه ـ وهي أسمى ألوان المحبة من الانسان ـ تهيىء كذلك لمحبة الناس هذا الانسان المحب لله ، ولذلك يقول يحيى ابن معاذ : «على قدر حبك لله تعالى يحبك الخلق».
وبعد محبة الانسان لربه تعالى تأتي محبته لرسوله صلىاللهعليهوسلم. والقرآن يشير الى ذلك في قوله : (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ ، وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (١). ومن وراء محبة الله ورسوله تتسلسل ألوان من المحبة الدينية السامية ، كمحبة ما عند الله في الآخرة ، وكمحبة التقوى ، والاستعداد بالزاد للقاء الله عزوجل ، وكأن سهل بن عبد الله كان يشير الى مثل هذا حين قال : «علامة حب الله حب القرآن ، وعلامة حب القرآن حب النبي
__________________
(١) سورة آل عمران ، الآية ٣١.