فقال : (إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقالُوا رَبَّنا آتِنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنا مِنْ أَمْرِنا رَشَداً) (١).
* * *
وقد يقال ان حديث القرآن المجيد عن مادة الفتوة لا يظهر فيه التصريح بمعنى المدح ، الا في سورة الكهف ، في الآيات السابقة ، ولكن هذا لا يمنع القول بأن المواطن التي جاء فيها ذكر مادة «الفتوة» في القرآن الكريم ، توحي بطريق الرمز أو الاشارة بأن الفتوة القويمة من شأنها ان تكون محمودة ، وفوق هذا لم يذكر القرآن مادة الفتوة في أي موطن يعيب. لقد جاء ذكر ابراهيم موصوفا بأنه فتى في قوله تعالى : (قالُوا سَمِعْنا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقالُ لَهُ إِبْراهِيمُ) (٢). وابراهيم هو أبو الانبياء ، وخليل الرحمن عليهالسلام.
وجاء في القرآن الكريم الترغيب في زواج الفتيات الموصوفات بأنهن مؤمنات ، فقال : (وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلاً أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَناتِ الْمُؤْمِناتِ فَمِنْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ مِنْ فَتَياتِكُمُ الْمُؤْمِناتِ) (٣). والزواج سنة الاسلام ، والايمان عماد الدين.
وجاء في القرآن وصف يوشع بن نون تلميذ موسى أو خادمه بأنه فتى ، وذلك في قوله تعالى : (وَإِذْ قالَ مُوسى لِفَتاهُ لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً) ، وطلب العلم على يد الرسول شرف ، وكذلك العمل في خدمة الرسول شرف.
__________________
(١) سورة الكهف ، الآية ١٠.
(٢) سورة الأنبياء ، الآية ٦٠.
(٣) سورة النساء ، الآية ٢٥.