«وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا» (١).
ودلهم على الاهتداء باتباعه بقوله تعالى :
«وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ» (٢).
ووعدهم الهداية بطاعته بقوله عزوجل : «وان تطيعوه تهتدوا».
وحذرهم الفتنة والعذاب الاليم ان خالفوا أمره ، فقال عزوجل :
«فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ».
ثم عرفنا الله تعالى أن محبة الله للمؤمنين ، ومحبة المحبين لله في اتباع رسوله ، بقوله عزوجل :
«قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ».
ثم ندب الله المؤمنين الى الاسوة الحسنة برسوله عليه الصلاة والسّلام ، فقال :
«لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ».
ثم يعود الطوسي فيقول :
«فأما الخاصة من هؤلاء الخاصة : لما أحكموا الاصول ، وحفظوا الحدود ، وتمسكوا بهذه السنن ، ولم يبق عليهم من ذلك بقية. استبحثوا أخبار رسول الله عليه الصلاة والسّلام ، التي وردت في أنواع الطاعات ، والآداب والعبادات ، والاخلاق الشريفة ، والاحوال الرصينة ، وطالبوا أنفسهم بمتابعة رسول الله عليه الصلاة والسّلام ، والاسوة به ، واقتفاء أثره فيما بلغهم من آدابه وأخلاقه ، وأفعاله وأحواله ، فعظّموا ما عظّم ، وصغروا ما صغر ، وقلّلوا ما قلل ، وكثّروا ما كثر ، وكرهوا ما كره ،
__________________
(١) سورة الحشر ، الآية ٧.
(٢) سورة الاعراف ، الآية ١٥٨.