وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ» (١).
فيقول : «الحلال ما لا تبعة عليه ، والطيب الذي ليس لمخلوق فيه منة ، واذا وجد العبد طعاما يجتمع فيه الوصفان فهو الحلال الطيب».
وتتناثر من أفواه الصوفية الاعلام كلمات مضيئة حول الطيب وابتغائه ، فيقول سهل : «النجاة في ثلاثة : أكل الحلال (الطيب) ، وأداء الفرائض ، والاقتداء بالنبي صلىاللهعليهوسلم».
ويقول أبو عبد الله سعيد بن يزيد الساجي : «خمس خصال بها تمام العلم ، وهي معرفة الله عزوجل ، ومعرفة الحق ، واخلاص العمل لله ، والعمل على السنة ، وأكل الحلال (الطيب) ، فان فقدت واحدة لم يرفع العمل».
ويعود سهل فيقول : «لا يصح أكل الحلال (الطيب) الا بالعلم ، ولا يكون المال حلالا حتى يصفو من ست خصال : الربا والحرام والسحت والغلول والمكروه والشبهة».
ونرى بعض الصوفية يتشددون أو يتزمتون قليلا ، ومن ذلك في فهمنا أن سائلا سأل ابن المبارك عن الرجل يريد أن يكتسب ، وينوي باكتسابه أن يصل به الرحم ، وأن يجاهد ، ويعمل الخيرات ، ويدخل في آفات الكسب لهذا الشأن؟
فيقول ابن المبارك : ان كان معه قوام من العيش بقدر ما يكف نفسه عن الناس ، فترك هذا أفضل ، لأنه اذا طلب حلالا ، وأنفق في حلال ، سئل عنه ، وعن كسبه ، وعن انفاقه ، وترك ذلك زهد ، فان الزهد في ترك الحلال.
__________________
(١) سورة البقرة ، الآية ١٧٢.