والايام المعلومات هي عشر ذي الحجة. وجاء في سورة البقرة :
«فَإِذا قَضَيْتُمْ مَناسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللهَ كَذِكْرِكُمْ آباءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً» (١).
أي فاذا أديتم شعائر الحج فاذكروا الله واثنوا عليه بآلائه عندكم. اذكروا الله كثيرا كذكر الاطفال آباءهم وأمهاتهم. أو استغيثوا به والجأوا اليه كما كنتم تفعلون في حال صغركم مع آبائكم. أو اذكروا الله وعظموه ودافعوا عن دينه كما تدافعون عن آبائكم أو أشد.
يقول القشيري في ذلك :
«فاذكروا الله كذكركم آباءكم» قيام له بالقلب على استدامة الوقت واستغراق العمر. ويقال كما ان الاغيار يفتخرون بآبائهم ، ويستبشرون بأسلافهم فليكن افتخاركم بنا واستبشاركم بنا.
ويقال ان كان لآبائكم عليكم حق التربية فحقنا عليكم أوجب ، وأفضالنا عليكم أتم.
ويقال ان كان لاسلافكم مآثر ومناقب ، فاستحقاقنا لنعوت الجلال فوق ما لآبائكم من حسن الحال.
ويقال انك لا تمل ذكر أبيك ولا تنساه على غالب أحوالك ، فاستدم ذكرنا ، ولا تعترضنك ملالة أو سآمة أو نسيان.
ويقال ان طعن في نسبك طاعن لم ترض ، فكذلك ما تسمع من أقاويل أهل الضلال والبدع فذب عنا.
__________________
(١) سورة البقرة ، الآية ٢٠٠.