قوله تعالى : (وَما أَرْسَلْنا قَبْلَكَ إِلَّا رِجالاً).
قال ابن عرفة : من شرط الرسالة نفي المانع منها ووجوب المقتضي لها.
قالوا : الكفار ادعوا وجود المانع من الرسالة ، وهو وصف البشرية بقولهم : (هَلْ هذا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ؟) فطلبوا إثبات المقتضي لها بقولهم : (فَلْيَأْتِنا بِآيَةٍ كَما أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ) فرد عليهم في دعواهم وجود المانع ؛ بقوله : (وَما أَرْسَلْنا قَبْلَكَ إِلَّا رِجالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ) إشارة إلى أن الرسل المتقدمة من البشر فهم من جنسها.
قوله تعالى : (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ).
يؤخذ منه أن المتواتر يفيد العلم وإن استفيد من الكافر.
فإن قلتم : بخت نصر ، قد استأصل اليهود وأهلكهم ، قلنا : لم يستأصل جميعهم وبقى عامتهم وليس ... (١) مستفاد منهم فقط ؛ بل منهم ومن النصارى ، إما في الدنيا ، وإما في الآخرة ، وتركنا من قومهم كذلك ؛ لأن الرسل قد أهلك من قومهم كثير ، قال تعالى (وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ) [سورة آل عمران : ١٤٦] ويحتمل أن يراد بالإهلاك هنا الاستئصال ، ولا شك أن هلاك الاستئصال خاص بالكفار ومن أهلك من المؤمنين [٥٤ / ٢٦٠] فهلاكه غير مستأصل.
قوله تعالى : (لَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ كِتاباً).
هداية عليهم في قولهم (فَلْيَأْتِنا بِآيَةٍ كَما أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ).
قوله تعالى : (فِيهِ ذِكْرُكُمْ).
إما أن يراد فيه ذكر شرفكم ، أو فيه تذكيركم المواعظ ، أو يراد المعجزات.
قوله تعالى : (لَوْ أَرَدْنا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْواً لَاتَّخَذْناهُ مِنْ لَدُنَّا).
قال الزمخشري : لو أردنا اتخاذ اللهو اتخذناه من جهة قدرتنا لأني على كل شيء قدير.
وقيل : اللهو الولد بلغة اليمين ، وقيل : المرأة.
قال ابن عرفة : يحتمل أن يريد حقيقة المرأة ، وحقيقة الزوجة المنكوحة ، أو يراد ابن التبني والزوجة المعاشرة غير المنكوحة وهو الظاهر ؛ لأن الولد مستحيل عقلا وما ينفي إلا ما هو قائل ؛ لأن يكون ، ويشترط أن يكون ابن التبني على قسمين :
__________________
(١) كلمة غير مفهومة بالمخطوطة.