سورة والصافات صفا
قوله تعالى : (وَالصَّافَّاتِ صَفًّا).
قيل : الملائكة صافات أقدامها وأجنحتها في الهوى ، وقيل : الطير ، وقيل : العلماء العمال يصفون أقدامهم في التهجد.
الزمخشري : وقيل : الغزاة في سبيل الله تعالى التي تصف الصفوف ، وتجرد الخيل للجهاد ، وتتلوا الذكر مع ذلك ، لأنه لا يشغلها عنه شاغل ، كما يحكى عن علي.
قال الطيبي : إن عليا رضي الله عنه كان يمشي بين الصفوف وسيفه يقطر دما ، ولا يفتر عن خطبته.
قال ابن عرفة : إنما إمراره ما في الحديث الصحيح أن عليا رضي الله عنه في [.....] ما تركته منذ سمعته من رسول الله [٦٤ / ٣١٢] صلّى الله عليه وعلى آله وسلم ، قيل : ولا ليلة صفين ، قال : ولا ليلة صفين ، قال : والاصطفاف هو كون الكتائب على خط مستقيم ، وهل يشترط مع ذلك تلاصقها ، ومقاومتهما إلى مجرد كونها على خط ، وإن تباعد بعضها عن بعض ، وهكذا قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ) [سورة الصف : ٤].
قال ابن عرفة : وهذه المعطوفات ، قيل : إن عطفها ترق ، وقيل : إنه بدل ، والصواب أنه ترق ؛ لأن الاصطفاف يكون من الجماد وغيره ، وهو قاصر غير متعد للغير ، والفعل المتعدي أقوى من القاصر مع أن الزجر يكون في الخير والشر ، فقد يزجر الإنسان غيره عن الخير ، وقد يزجره عن الشر ، بخلاف تلاوة الذكر ؛ فإنه مجرد طاعة فمتعلقه ذات الخالق وصفاته ، وهو بالضرورة أشرف وأبين ، وإذا جعلته ترقيا كان عطفها تأسيسا ، وإن كان تدليا كان بالعطف تأكيدا.
قال : وحكى الفخر في المعالم الخلاف هل الملائكة أفضل من البشر ، أو لا؟ وحكى في الأربعين والمحصل هل الملائكة بالإطلاق أفضل من الأنبياء أم لا؟
قال الزمخشري : والعطف بالفاء إما على الترتيب في الوجود ، كقوله : المصدر تام للحادث فالصاع والغنائم فلا ريب ، كأنه قال : الذي صبح فغنم ضأن.
ابن عرفة : صوابه الذي ورد اسم الفاء اسم الفاعل عنه ، وذكروا منه ، أيفع الكلام فهو يافع ، وأورش الشجر فهو وارش ؛ بخلاف صبح فلم ترد فيه صابح.