قال ابن عرفة : وقع الاعتناء هنا بأمرين بقوله تعالى : (أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ) ، يشتمل على تخويف ، قوله تعالى : (أَوَلَمْ يَرَوْا) ، يشتمل على نعمة فتخرج به زرعا ، دليل على أن الزرع أنما يخلق من التراب ، وقيل : من الماء ، وقيل منهما معا ، وكذلك اختلفوا في الجنين مماذا يخلق ، قيل : ما ماء الرجل ، وقيل : من ماء المراة ، وقيل : منهما ، ولو كان إخراج الزرع من الماء لقال : فيخرج به زرعا.
قوله تعالى : (أَفَلا يُبْصِرُونَ).
فهو ترق.
قوله تعالى : (لا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمانُهُمْ).
إن أريد في مكة ، فالمراد من مات من الذين كفروا ، فإنه لا ينفعه إيمانه بعد ذلك ، وأما من بقي حيا فينفعه إيمانه.
قال ابن عرفة : ما ذكر الزمخشري في آخر سورة السجدة من الحديثين الذي ذكرهما كما جرت به عادته ، لم يثبت منها حديث صحيح ، والذي في الحديث الصحيح ، خرجه الترمذي : أن النبي صلّى الله عليه وعلى آله وسلم [٦٠ / ٢٩٢] لا ينام حتى يقرأ (الم تَنْزِيلُ) [سورة السجدة : ١ ـ ٢] ، و (تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ) [سورة الملك : ١] ، قلت : وذكره الطيبي هنا قائلا : رويناه عن أحمد والترمذي والدارمي.