إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

تفسير ابن عرفة [ ج ٣ ]

تفسير ابن عرفة [ ج ٣ ]

319/416
*

قلت : إذا انتفيت الشفاعة وانتفى النفع الحاصل عنهما فما [٦٢ / ٣٠١] أفاد قوله تعالى : (وَلا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ عِنْدَهُ).

قلت : هو كقوله على" لا حب لا يهتدي بمنارة" أي ليس ثم شفاعة ينتفع بها.

قوله تعالى : (وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى هُدىً).

أو تعني الواو نفيه اللف والنشر وعلى بابها تكون من تجاهل الفارق.

قوله تعالى : (لا تُسْئَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنا).

نزلت بمكة قبل شريعة الجهاد ، وسائر الأحكام ، لأن هذا الأمر لم يبق بعد كذلك.

قوله تعالى : (كَلَّا بَلْ هُوَ اللهُ).

الكلام إما وقع في إثبات الشركاء له في إثبات الله تعالى أو نفيه ، حتى يضرب عن مقالتهم إلى إثباتهم ، وإنما المعنى بل الوحدانية لله تعالى.

قوله تعالى : (مَتى هذَا الْوَعْدُ).

المراد به متعلقه ، والوعد والوعيد بمعنى واحد بخلاف ألا تعاد.

قال : وعبر عن المراجعة بالقوة دون الكلام ، لأن القول غير مقيد ، قيل له : لم عطف ، وقال (الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا). بالواو ، والأصل في المراجعة عدم العطف ، كما في قوله تعالى : (قالَ فِرْعَوْنُ وَما رَبُّ الْعالَمِينَ) [سورة الشعراء : ٢٣] الآية ، وقد جعله ابن مالك في المصباح من البديع وأنشد عليه ، فأجاب : بأن الجملة التي دخلت عليها معطوفة على كلامهم ، وليست جوابا عما قبلها ، فلم تدخل واو في المراجعة وبتقدير أن يكون جوابا ، وإنها دخلت في المراجعة فليس بممتنع ، ولم يثبت امتناعه عن القرب ، والشعر الذي ذكره ابن مالك مولد ، وإنما وقع ذلك في آية موسى عليه‌السلام مع فرعون عليه اللعنة.

قلت : هكذا ذكره السكاكي ، وذلك منه قوله تعالى : (هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ الْمُكْرَمِينَ إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ) [سورة الذاريات : ٢٤ ـ ٢٥] ، قال : لما قال (فَجاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ) [سورة الذاريات : ٢٦] ، كأنه قيل : فما قال لهم ، قال المجيب : (قالَ أَلا تَأْكُلُونَ) [سورة الذاريات : ٢٧] ، ثم قال (فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ) [سورة الذاريات : ٢٨] ، فكأنه قيل : فما قالوا له حين رأوه ، كذلك قال (قالُوا لا تَخَفْ) [سورة الذاريات : ٢٨].