(زَوْجَها) حواء ، خلقت من ضلعه الأيسر ، ولذا قيل للمرأة : ضلع أعوج ، قال الرسول صلىاللهعليهوسلم لما نزلت : «خلقت المرأة من الرجل فهمها الرجل ، وخلق الرجل من التراب فهمه في التراب» (١).
(تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ) كقوله : أسألك بالله وبالرحم ، أو والأرحام صلوها ولا تقطعوها ، أخبر أنه خلقهم من نفس واحدة ليتواصلوا ويعلموا أنهم إخوة.
(رَقِيباً) حفيظا ، أو عليما.
(وَآتُوا الْيَتامى أَمْوالَهُمْ وَلا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَهُمْ إِلى أَمْوالِكُمْ إِنَّهُ كانَ حُوباً كَبِيراً (٢))
(وَلا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ) الحرام بالحلال ، أو أن تجعل الزايف بدل الجيد ، والمهزول بدل السمين ، وتقول : درهم بدرهم ، وشاة بشاة ، أو استعجال أكل الحرام قبل مجيء الحلال ، أو كانوا لا يورثون الصغار والنساء ويأخذ الرجل الأكبر فيتبدل نصيبه الطيب من الميراث بأخذه الكل وهو خبيث.
(إِلى أَمْوالِكُمْ) مع أموالكم ، وهو أن يخلطوها بأموالهم فتصير في ذمتهم فيأكلوا ربحها.
(حُوباً) إثما ، تحوب من كذا توقى إثمه.
(وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُوا فِي الْيَتامى فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُوا فَواحِدَةً أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ ذلِكَ أَدْنى أَلاَّ تَعُولُوا (٣))
(وَإِنْ خِفْتُمْ) أن لا تعدلوا في نكاح اليتامى.
(فَانْكِحُوا) ما حل لكم من غيرهن ، أو كانوا يخافون ألا يعدلوا في أموالهم ، ولا يخافون أن لا يعدلوا في النساء فقيل لهم : كما خفتم أن لا تعدلوا في أموال اليتامى فكذلك خافوا أن لا تعدلوا في النساء ، أو كانوا يتوقون أموال اليتامى ولا يتوقون الزنا فأمروا أن يخافوا الزنا كخوف أموال اليتامى فيتركوا الزنا وينكحوا ما طاب ، أو كانت قريش في الجاهلية تكثر التزوج بلا حصر فإذا كثرت عليهم المؤن وقل ما بأيديهم أكلوا ما عندهم من أموال اليتامى فقيل لهم : إن خفتم أن لا تقسطوا في اليتامى فانكحوا إلى الأربع حصرا لعددهن.
(ما طابَ) من طاب ، أو انكحوا نكاحا طيبا. (فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا) في الأربع.
__________________
(١) أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (٦ / ١٦٥ ، رقم ٧٧٩٨) عن ابن عباس موقوفا.