وكفى بذلك تأثيرا على اللغة العربية ، وحسبنا أن البيئة العربية نفسها قد تأثرت بالقرآن الكريم ، فاهتم أهل العلم في عصر الازدهار بالقرآن الكريم وإعرابه ، وأحكامه ورأيت أن كل اللغويين والنحاة يصنفون في معاني القرآن تعبدا وتشرفا (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ) [الزخرف : ٤٤].
وقد رأينا أن أهل الحديث منهم من يصنف المسانيد ، ومنهم من يصنف الصحاح ، ومنهم من يصنف السنن ، وكذا المفسرين كان منهم النحاة فألفوا في هذا الجانب متأثرين به فجميع الأئمة ألفوا وصنفوا في معاني القرآن وإعرابه كالزجاج ، وسيأتي في الكلام على الكتاب التعرض لأسماء كتب تحمل نفس عنوان هذا الكتاب.
تحقيق الكتاب :
لقد قمت في تحقيق الكتاب بالآتي :
١ ـ ضبط النص ضبطا جيدا.
٢ ـ تخريج الأحاديث على قلتها وندرتها في الكتاب.
٣ ـ وضعت في صدر كل سورة مقدمة ليفهم مقصودها عامة وبعض أهدافها.
٤ ـ ترجمة بعض الأعلام.
٥ ـ عقدت مقدمة في التفسير وبعض المعلومات التي ينبغي لقارئ التفسير معرفتها.
٦ ـ ترجمت للعلامة العز بن عبد السّلام.
وأخيرا : أدعو المولى ـ عزوجل ـ أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه إنه بر رحيم (رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا رَبَّنا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا رَبَّنا وَلا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا أَنْتَ مَوْلانا فَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ) [البقرة : ٢٨٦].
وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
المحقق