(تَأْوِيلاً) أحمد عاقبة ، أو أبين صوابا ، وأظهر حقا ، أو أحسن من تأويلكم الذي لا يرجع إلى أصل ، ولا يفضي إلى حق.
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً (٦٠))
(الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ) نزلت في يهودي وأنصاري منافق اختصما فطلب اليهودي المحاكمة إلى أهل الإسلام ، لعلمه أنهم لا يرتشون وطلب المنافق المحاكمة إلى اليهود لعلمه أنهم يرتشون ، فاصطلحا أن يتحاكما إلى كاهن من جهينة.
(يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ) أي المنافق.
(وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ) اليهودي ، أو نزلت في اليهود ، تحاكموا إلى أبي بردة الأسلمي الكاهن.
(آمَنُوا بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ) في الحال (وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ) حين كانوا يهودا.
(الطَّاغُوتِ) الكاهن.
(فَكَيْفَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جاؤُكَ يَحْلِفُونَ بِاللهِ إِنْ أَرَدْنا إِلاَّ إِحْساناً وَتَوْفِيقاً (٦٢))
(مُصِيبَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ) لما قتل عمر رضي الله تعالى عنه منافقا لم يرض بحكم الرسول صلىاللهعليهوسلم جاء إخوانه المنافقون يطلبون دمه ، يقولون ما أردنا بطلب دمه إلا أحسانا إلينا ، وما يوافق الحق في أمرنا ، فنزلت ، أو اعتذروا في عدولهم عن الرسول صلىاللهعليهوسلم بأنهم أرادوا التوفيق بين الخصوم بتقريب في الحكم دون الحمل على مر الحق. فنزلت.
(أُولئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللهُ ما فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً (٦٣))
(يَعْلَمُ اللهُ ما فِي قُلُوبِهِمْ) من النفاق. (فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ) بالعداوة ، فأعرض فيما أبدوه ، أو فأعرض عن عقابهم. (وَعِظْهُمْ) أو فأعرض عن قبول عذرهم وعظهم.
(قَوْلاً بَلِيغاً) أزجرهم أبلغ زجر ، أو قبل إن أظهرتم ما في قلوبكم قتلتكم ، فإنه يبلغ من نفوسهم كل مبلغ.
(فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً (٦٥))
(شَجَرَ بَيْنَهُمْ) المشاجرة : المنازعة ، والاختلاف لتداخل الكلام بعضه في بعض