(الدِّينِ) الجزاء أو الحساب ، ويستعمل الدين في العادة والطاعة ، وخص الملك بذلك اليوم إذ لا ملك فيه سواه ، أو لأنه قصد ملكه للدنيا بقوله (رَبِّ الْعالَمِينَ) فذكر ملك الآخر ليجمع بينهما.
(إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (٥))
(إِيَّاكَ) الخليل : إيا : اسم مضاف إلى الكاف ، الأخفش إياك : كلمة واحدة ، لأن الضمير لا يضاف.
(نَعْبُدُ) العبادة : أعلى مراتب الخضوع تقربا ، ولا يستحقها إلا الله تعالى ، لإنعامه بأعظم النعم ، كالحياة والعقل والسمع والبصر ، أو هي لزوم الطاعة ، أو التقرب بالطاعة ، أو المعنى : إياك نؤمل ونرجو. مأثور والأول أظهر.
(نَسْتَعِينُ) على عبادتك أو هدايتك أمروا بذلك كما أمروا بالحمد له ، أو أخبروا.
(اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ (٦))
(اهْدِنَا) دلنا ، أو وفقنا.
(الصِّراطَ) السبيل المستقيم أو الطريق الواضح ، مأخوذ من مسرط الطعام وهو ممره في الحلق ، طلبوا دوام الهداية ، أو زيادتها ، أو الهداية إلى طريق الجنة في الآخرة ، أو طلبوها إخلاصا للرغبة ، ورجاء ثواب الدعاء ، فالصراط : القرآن ، أو الإسلام أو الطريق الهادي إلى دين الله ، أو رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأبو بكر وعمر رضي الله عنهما أو طريق الحج أو طريق الحق.
(صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ (٧))
(الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ) الملائكة أو الأنبياء ، أو المؤمنون بالكتب السالفة أو المسلمون أو النبي ومن معه.
(الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ :) اليهود ، والضالون ، النصارى. اتفاقا خصت اليهود بالغضب لشدة عداوتها ، والغضب هو المعروف من العباد ، أو إرادة الانتقام ، أو ذمه لهم ، أو نوع من العقاب سماه غضبا كما سمى نعمته رحمة.