تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ ساءَ ما يَعْمَلُونَ (٦٦))
(أَقامُوا التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ) بالعمل بما فيهما من غير تحريف ولا تبديل ، أو أقاموهما نصب أعينهم حتى إذا نظروا ما فيها من حكم الله تعالى لم يزلوا.
(مِنْ فَوْقِهِمْ) بالمطر ، ومن تحتهم بإنبات الثمر ، أو عبّر به عن التوسعة كما يقال : فلان من الخير من قرنه إلى قدمه. (مُقْتَصِدَةٌ) على أمر الله تعالى أو عادلة.
(يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ (٦٧))
(بَلِّغْ ما أُنْزِلَ) ألزمه أن يبلغ ما أنزل من القرآن أحكامه وجدله ، وقصصه ، ولا يلزمه تبليغ غيره من الوحي إلا ما تعلق بالأحكام.
(وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ) إن كتمت أية فما بلغت رسالته.
(يَعْصِمُكَ) استظلّ الرسول صلىاللهعليهوسلم بشجرة في سفره ، فأتاه أعرابي ، فاخترط سيفه ثم قال : من يمنعك مني ، فقال : الله ، فرعدت يده وسقط السيف وضرب برأسه الشجرة حتى انتثر دماغه فنزلت ، أو كان يهاب قريشا فنزلت ، وكان يحرس فلما نزلت أخرج رأسه من القبة ، وقال : أيها الناس انصرفوا فقد عصمني الله تعالى.
(لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ) إلى بلوغ غرضهم ، أو إلى الجنة.
(لَقَدْ أَخَذْنا مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ وَأَرْسَلْنا إِلَيْهِمْ رُسُلاً كُلَّما جاءَهُمْ رَسُولٌ بِما لا تَهْوى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقاً كَذَّبُوا وَفَرِيقاً يَقْتُلُونَ (٧٠))
(مِيثاقَ) أيمان أخذها عليهم أنبياؤهم أن يعلموا بها ، وأمروا بتصديق الرسل ، أو آيات ظاهرة تقرّر بها علم ذلك عندهم.
(وَأَرْسَلْنا إِلَيْهِمْ) بعد أخذ الميثاق رسلا. (تَهْوى) أخذ الهوى من هواء الجو لاستمتاع النفس بكل واحد منهما. (فَرِيقاً كَذَّبُوا) اقتصروا على تكذيبه. (فَرِيقاً) كذبوه وقتلوه.
(وَحَسِبُوا أَلاَّ تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُوا وَصَمُّوا ثُمَّ تابَ اللهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ وَاللهُ بَصِيرٌ بِما يَعْمَلُونَ (٧١))
(فِتْنَةٌ) عقوبة من السماء ، أو ما ابتلوا به من قتل الأنبياء وتكذيبهم ، أو ما ابتلوا به ممن تغلب عليهم من الكفار.
(فَعَمُوا) عن الرشد. (وَصَمُّوا) عن الوعظ حتى قتلوا الأنبياء ظنا أن لا تكون فتنة.
(ثُمَّ تابَ اللهُ) تعالى عليهم بعد معاينة الفتنة.