(بِرُوحِ الْقُدُسِ) جبريل عليهالسلام والقدس هو الله تعالى. (تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ) تعرفهم بنبوتك ، ولم يتكلم في المهد من الأنبياء غيره ، وبعث إليهم لما ولد وكان كلامه معجزة له ، وكلمهم كهلا بالدعاء إلى الله تعالى وإلى الصلاة ، والزكاة ، وذلك لما صار ابن ثلاثين سنة ثم رفع.
(الْكِتابَ) الخط ، أو جنس الكتب. (وَالْحِكْمَةَ) العلم بما في تلك الكتب ، أو جميع ما يحتاج إليه في دينه ودنياه.
(تَخْلُقُ) تصور. (فَتَنْفُخُ فِيها) الروح ، والروح : جسم تولى نفخها في الجسم المسيح ، أو جبريل عليهماالسلام.
(فَتَكُونُ طَيْراً) تصير بعد النفخ لحما ودما ، ويحيا بإذن الله لا بفعل المسيح.
(وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ) تدعو بإبرائهما ، وبإحياء الموتى فأجيب دعاءك ، نسبه إليه لحصوله بدعائه ، ويجوز أن يكون إخراجهم من قبورهم فعلا للمسيح عليه الصلاة والسّلام بعد إحياء الله تعالى لهم ، قال ابن الكلبي : والذين أحياهم رجلان وامرأة.
(وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنا مُسْلِمُونَ (١١١))
(أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوارِيِّينَ) ألهمتهم كالوحي إلى النحل ، أو ألقيت إليهم بما أريتهم من آياتي أن يؤمنوا بي وبك فكان إيمانهم إنعاما عليهم وعليه لكونهم أنصاره.
(إِذْ قالَ الْحَوارِيُّونَ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ قالَ اتَّقُوا اللهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (١١٢))
(يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ) هل تستدعي طاعة ربك فيما تسأله ، أو هل تستطيع سؤال ربك.
يستطيع : يقدر ، أو يفعل ، أو يجيبك ويطيعك.
(مائِدَةً) المائدة ما عليها طعام فإن لم يكن فهي خوان سميت مائدة ، لأنها تميد ما عليها أي تعطيه.
(اتَّقُوا اللهَ) معاصيه ، أو أن تسألوا الأنبياء الآيات عنتا ، أو طلبا لاستزادتها.
(إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) أي مصدقين بهم أغناكم دلائل صدقهم عن آيات أخر.
(قالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْها وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنا وَنَكُونَ عَلَيْها مِنَ الشَّاهِدِينَ (١١٣))
(نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْها) لعلهم طلبوا ذلك لحاجة بهم ، أو لأجل البركة.
(وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنا) تحتمل بإرسالك ، أو بأنه قد جعلنا من أعوانك.