خدامها وفي الإنفاق عليها ، وكذلك نصيبهم من الأنعام ، أو يتقربون بذبح الأنعام للأوثان ، أو البحيرة والسائبة والوصيلة والحامي.
(فَما كانَ لِشُرَكائِهِمْ) سماهم شركاءهم ، لأنهم أشركوهم في أموالهم ، كان إذا اختلط بأموالهم شيء مما للأوثان ردّوه ، وإن اختلط بها ما جعلوه لله لم يردّوه ، قاله ابن عباس رضي الله تعالى عنهما ، أو إذا هلك ما لأوثانهم غرموه وإذا هلك ما لله تعالى لم يغرموه ، أو صرفوا بعض ما لله تعالى على أوثانهم ولا عكس ، أو ما جعلوه لله تعالى من ذبائحهم لا يأكلونه حتى يذكروا عليه اسم الأوثان ولا عكس.
(وَكَذلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلادِهِمْ شُرَكاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ وَلَوْ شاءَ اللهُ ما فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَما يَفْتَرُونَ (١٣٧))
(شُرَكاؤُهُمْ) الشياطين ، أو خدّام الأوثان ، أو شركاؤهم في الشرك ، أو غواة الناس.
(قَتْلَ أَوْلادِهِمْ) وأد البنات ، أو كان أحدهم يحلف إن ولد له كذا وكذا غلاما أن ينحر أحدهم كما حلف عبد المطلب في نحر ابنه عبد الله.
(لِيُرْدُوهُمْ) لامها لام كي ، لأنهم قصدوا إرداءهم وهو الهلاك أو لام العاقبة لأنهم لم يقصدوه.
(وَقالُوا هذِهِ أَنْعامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لا يَطْعَمُها إِلاَّ مَنْ نَشاءُ بِزَعْمِهِمْ وَأَنْعامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُها وَأَنْعامٌ لا يَذْكُرُونَ اسْمَ اللهِ عَلَيْهَا افْتِراءً عَلَيْهِ سَيَجْزِيهِمْ بِما كانُوا يَفْتَرُونَ (١٣٨))
(هذِهِ أَنْعامٌ) ذبائح الأوثان ، أو البحيرة ، والحام خاصة. (وَحَرْثٌ) ما جعلوه لأوثانهم. (حِجْرٌ) حرام ، قال :
فبت مرتفقا والعين ساهرة |
|
كأن نومي على الليل محجور |
(حُرِّمَتْ ظُهُورُها) السائبة ، أو التي لا يحجون عليها. (لا يَذْكُرُونَ اسْمَ اللهِ عَلَيْهَا) قربان أوثانهم.
(افْتِراءً عَلَيْهِ) بإضافة تحريمها إليه ، أو بذكر أسمائها عند الذبح بدلا من اسمه.
(وَقالُوا ما فِي بُطُونِ هذِهِ الْأَنْعامِ خالِصَةٌ لِذُكُورِنا وَمُحَرَّمٌ عَلى أَزْواجِنا وَإِنْ يَكُنْ مَيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكاءُ سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (١٣٩))
(ما فِي بُطُونِ هذِهِ الْأَنْعامِ) الأجنة ، أو الألبان ، أو الأجنة والألبان. خصوا به الذكور ، لأنهم خدم الأوثان ، أو لفضلهم على الإناث ، والذّكر مأخوذ من الشرف ، لأنه أشرف من الأنثى ، أو من الذّكر ، لأنه أذكر وأبين في الناس.