الإنظار بالحياة إلى القيامة فأنظره إلى النفخة الأولى ليذوق الموت بين النفختين ، وهو أربعون سنة ، ولا يصح أجابة العصاة لأنها تكرمة ولا يستحقونها فقوله : (إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ) [الاعراف : ١٥] ابتداء عطاء جعل عقيب سؤاله ، أو يصح إجابتهم ابتلاء وتأكيدا للحجة.
(قالَ فَبِما أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِراطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (١٦))
(فَبِما أَغْوَيْتَنِي) الباء للقسم ، أو للمجازاة ، أو التسبب.
(أَغْوَيْتَنِي) أضللتني ، أو خيبتني من جنتك ، أو أهلكتني باللعن ، غوى الفصيل : أشفى على الهلاك.
(لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ) على صراطك : طريق الحق ، ليصدهم عنه ، أو طريق مكة ليمنع من الحج والعمرة.
(ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمانِهِمْ وَعَنْ شَمائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شاكِرِينَ (١٧))
(مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ) من بين أيديهم : أشككهم في الآخرة. (وَمِنْ خَلْفِهِمْ) أرغبهم في الدنيا. (وَعَنْ أَيْمانِهِمْ) حسناتهم.
(وَعَنْ شَمائِلِهِمْ) سيئاتهم. قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما : أو من بين أيديهم الدنيا. وخلفهم الآخرة ، وأيمانهم الحق يشككهم فيه ، وشمائلهم الباطل يرغبهم فيه ، أو بين أيديهم وعن أيمانهم من حيث يبصرون ، ومن خلفهم وعن شمائلهم من حيث لا يبصرون ، أو أراد من كل جهة يمكن الاحتيال عليهم منها.
(شاكِرِينَ) ظنّ أنهم لا يشكرون فصدق ظنه ، أو يمكن أن علمه من بعض الملائكة بإخبار الله تعالى.
(قالَ اخْرُجْ مِنْها مَذْؤُماً مَدْحُوراً لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ (١٨))
(مَذْؤُماً) مذموما ، أو أسوأ حالا من المذموم ، أو لئيما ، أو مقيتا ، أو منفيا.
(مَدْحُوراً) مدفوعا ، أو مطرودا.
(فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطانُ لِيُبْدِيَ لَهُما ما وُورِيَ عَنْهُما مِنْ سَوْآتِهِما وَقالَ ما نَهاكُما رَبُّكُما عَنْ هذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَنْ تَكُونا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونا مِنَ الْخالِدِينَ (٢٠))
(فَوَسْوَسَ) الوسوسة : إخفاء الصوت بالدعاء ، وسوس له : أوهمه النصح ، ووسوس إليه : ألقى إليه المعنى ، كان في الأرض وهما في الجنة في السماء فوصلت وسوسته إليهما بقوة أعطيها قاله الحسن ، أو كان في السماء ، وكانا يخرجان إليه فيلقاهما هناك ، أو خاطبهما من