(وَآلِهَتَكَ) كان يعبد الأصنام وقومه يعبدونه ، أو كان يعبد ما يستحسن من البقر ولذلك أخرج السامري العجل وكان معبودا في قومه ، أو أصنام كان يعبدها قومه تقربا إليه ، قاله الزجاج ، قرأ ابن عباس رضي الله تعالى عنهما «وآلهتَك» أي وعبادتك وقال : كان فرعون يعبد ولا يعبد.
(سَنُقَتِّلُ أَبْناءَهُمْ) عدل عن قتل موسى إلى قتلهم ، لأنه علم أنه لا يقدر على قتل موسى عليه الصلاة والسّلام إما لقوته ، أو لأنه مصروف عن قتله فأراد استئصال بني إسرائيل ليضعف عنه موسى.
(وَنَسْتَحْيِي نِساءَهُمْ) نفتش حياءهن عن الولد ، والحياء : الفرج ، والأظهر أنه نبقهن أحياء لضعفهن عن المنازعة والمحاربة.
(قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (١٢٨))
(يُورِثُها مَنْ يَشاءُ) أعلمهم أن الله تعالى يورثهم أرض فرعون ، أو سلاهم بأن الأرض لا تبقى على أحد حتى تبقى لفرعون.
(قالُوا أُوذِينا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنا وَمِنْ بَعْدِ ما جِئْتَنا قالَ عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ (١٢٩))
(أُوذِينا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنا) بالاستبعاد وقتل الأبناء.
(وَمِنْ بَعْدِ) بالوعيد بإعادة ذلك عليهم ، أو بالجزية من قبل مجيئه وبعده ، أو كانوا يضربون اللبن ويعطون التبن فلما جاء صاروا يضربون اللبن وعليهم التبن أو كانوا يسخرون في الأعمال نصف النهار ويكسبون لأنفسهم في النصف الآخر فلما جاء سخّرهم جميع النهار بغير طعام ولا شراب من قبل أن تأتينا بالرسالة.
(وَمِنْ بَعْدِ ما جِئْتَنا) بها ، أو من قبل أن تأتينا بعهد الله تعالى أنه يخلصنا ، ومن بعد ما جئتنا به شكوا ذلك استغاثة منهم بموسى عليه الصلاة والسّلام أو استبطاء لوعده.
(عَسى) في اللغة طمع وإشفاق ، وهي من الله تعالى إيجاب ويقين ويحتمل أن يكون رجاهم ذلك.
(وَيَسْتَخْلِفَكُمْ) يجعلكم خلفا من فرعون ، أو يجعلكم خلفا لنفسه لأنكم أولياؤه.
(الْأَرْضِ) أرض مصر ، أو الشام.
(فَيَنْظُرَ) فيرى ، أو فيعلم أولياؤه. وعدهم بالنصر ، أو حذّرهم من الفساد ، لأن الله تعالى ينظر كيف تعملون في طاعته أو خلافته.