لبيان أن العشر زائد على الثلاثين غير داخل فيها ، لأن تمام الشيء يكون بعضه.
(وَلَمَّا جاءَ مُوسى لِمِيقاتِنا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قالَ لَنْ تَرانِي وَلكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكانَهُ فَسَوْفَ تَرانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسى صَعِقاً فَلَمَّا أَفاقَ قالَ سُبْحانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ (١٤٣))
(أَرِنِي) سأل الرؤية ليجاب بما يحتج به على قومه إذ قالوا (أَرِنَا اللهَ جَهْرَةً) [النساء : ١٥٣] مع علمه أنه لا يجوز أن يراه في الدنيا ، أو كان يعلمه باستدلال فأحبّ أن يعلمه ضرورة ، أو كان يظن ذلك حتى ظهر له ما ينفيه.
(تَجَلَّى) ظهر بآياته التي أحدثها في الجبل لحاضري الجبل ، أو ظهر من ملكوته للجبل ما تدكدك به ، لأن الدنيا لا تقوم لما يظهر من ملكوت السماء ، أو ظهر قدر الخنصر من العرش ، أو أظهر أمره للجبل ، والتجلي : الظهور ، ومنه جلاء المرآة وجلاء العروس.
(دَكًّا) مستويا بالأرض ، ناقة دكاء لا سنام لها ، أو ساخ في الأرض أو صار ترابا ، قاله ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أو صار قطعا.
(صَعِقاً) ميتا ، أو مغشيا عليه ، قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أخذته العشية عشية الخميس يوم عرفة فأفاق عشية الجمعة يوم النحر وفيه نزلت عليه التوراة ، فيها عشرة آيات نزلت في القرآن في ثماني عشرة آية من بني إسرائيل.
(تُبْتُ) من السؤال قبل الإذن ، أو من تجويز الرؤية في الدنيا ، أو ذكر ذلك على جهة التسبيح ، لأن المؤمن يسبّح عند ظهور الآيات.
(أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ) أنه لا يراك شيء من خلقك في الدنيا ، أو باستعظام سؤال الرؤية.
(وَكَتَبْنا لَهُ فِي الْأَلْواحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْها بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِها سَأُرِيكُمْ دارَ الْفاسِقِينَ (١٤٥))
(وَكَتَبْنا) فرضنا ك (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ) [البقرة : ١٨٣] أو خططنا بالقلم.
(الْأَلْواحِ) زمرد أخضر ، أو ياقوت ، أو برد ، أو خشب ، أخذ اللوح من أن المعاني تلوح بالكتابة فيه.
(مِنْ كُلِّ شَيْءٍ) يحتاج إليه في الدين من حرام ، أو حلال ، أو مباح ، أو واجب ، أو غير واجب ، أو كل شيء من الحكم والعبر.
(مَوْعِظَةً) بالنواهي.
(وَتَفْصِيلاً) بالأوامر ، أو موعظة : بالزواجر ، وتفصيلا : بالأحكام ، وكانت سبعة ألواح.